الخوف في غزة من انتشار الوباء أدى إلى تهدئة هشة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • في إسرائيل تخوفوا من تصعيد في قطاع غزة يلقي بظلاله على الزيارة السياسية العلنية الأولى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن في النهاية حدث العكس تماماً. مع وصول الوفد الإسرائيلي إلى أبو ظبي، توصل القطريون هنا إلى تسوية موقتة بين إسرائيل و"حماس". كالعادة هذه صفقة متواضعة نسبياً، ستصمد على ما يبدو لوقت محدود. إلى أن يأتي سبب آخر لاندلاع الاشتباكات، ستحوّل قطر أموالاً شهرياً، وتتعهد إسرائيل بإزالة كل القيود على المشاريع في مجال البنى التحتية، وتوقف "حماس" إطلاق بالونات حارقة ومتفجرة وصواريخ.
  • زعيم "حماس" في القطاع يحيى السنوار هو الذي رفع هذه المرة حرارة الساحة عن قصد. في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي توصل الطرفان إلى تفاهمات بشأن وقف إطلاق نار مستمر في مقابل تدفق مساعدات وتسهيلات اقتصادية ومشاريع جديدة في القطاع. هذا المخطط تعرض لضربة أولى مع تفشي الكورونا في المنطقة في آذار/مارس، عندما أوقفت "حماس"، خوفاً من الوباء، خروج 7000 شخص من غزة سمحت لهم إسرائيل بالدخول للعمل في أراضيها. وانهارت التهدئة نهائياً قبل شهر، عندما اعتقد السنوار أنه عثر على ضعف إسرائيلي ناجم عن تضافر تفشي الكورونا والأزمة السياسية- وبدأ بالضغط.
  • بخلاف الماضي، لم تحاول "حماس" إخفاء تحركاتها. خلاياها العسكرية هي التي أطلقت مئات البالونات المتفجرةـ بينما أطلقت فصائل أُخرى معظم الصواريخ. ردت إسرائيل بمجموعة عمليات انتقامية: هجمات جوية ضد عدد كبير نسبياً من الأهداف، تقليص المساحة المسموح فيها بالصيد، وتقليص كميات مادة السولار التي تدخل إلى القطاع، الأمر الذي أضر كثيراً بالتزود بالكهرباء.
  • بالاستناد إلى الاتفاق الذي توصل إليه الموفد القطري محمد العمادي، تحصل "حماس" هذا الأسبوع على 30 مليون دولار حملها معه الموفد القطري، ستوزعها "حماس" بين موظفي الدولة وبين العائلات المحتاجة. مال أكثر يمكن أن يُرسَل إلى القطاع بدءاً من الشهر المقبل. إسرائيل من جهتها ستزيل القيود التي عرقلت أعمال البنى التحتية. وهناك على ما يبدو تفاهم على إدخال مساعدة طبية إضافية، بالإضافة إلى فحوصات الكورونا التي حصلت عليها "حماس" مؤخراً. وربما المقصود آلات تنفس اصطناعي.
  • مع ذلك، يجب أن نتذكر أن هذه اتفاقات هشة، والسنوار يمكن أن يستخلص مما حدث في الأيام الأخيرة أنه من الممكن العودة إلى استخدام القوة العسكرية ضد إسرائيل للحصول على تسهيلات واتفاقات. موضوع آخر يجب أخذه في الحسبان هو مزاج العمادي. في قطر ليسوا متحمسين للخطوة الأخيرة للإماراتيين الذين وظفوا بصعوبة مالاً في المناطق مؤخراً، وهم يلتفون عليهم بواسطة الاتفاق مع إسرائيل. من المحتمل أن يتعبوا في مرحلة معينة من أداء دور محفظة "حماس" إذا لم يُترجَم الأمر، إلى مكانة إقليمية حقيقية.
  • في الضفة الغربية لا تزال السلطة لا تبدي استعداداً لاستئناف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل، على الرغم من مرور 3 أسابيع على إعلان نتنياهو تجميد خطته ضم المستوطنات كجزء من المفاوضات مع دولة الإمارات العربية المتحدة. يبدو أن رئيس السلطة محمود عباس الذي فوجىء بالعملية السرية التي راكمتها إسرائيل والإمارات، يريد الحصول على التزامات واضحة من نتنياهو بأن الضم لن يُطرح في المستقبل كي يستأنف التنسيق.
  • عباس يعاقب نفسه إلى حد ما، لأن السلطة، وفي الأساس السكان الفلسطينيون، هم المتضررون الأساسيون من قطع العلاقات الذي يؤثر في الوضع الاقتصادي في رام الله. في هذه الأثناء قال مندوبون إماراتيون رسميون لصحافيين إسرائيليين علناً إنهم ينتظرون ضمانات إسرائيلية بأنه لن يكون هناك ضم. في اتصالات سابقة بين الطرفين، جرى الحديث عن ضمانات لخمس سنوات. على ما يبدو نتنياهو لم يستجب لذلك.