تقرير: زيارة رئيس جهاز "الشاباك" إلى القاهرة تهدف إلى احتواء التوتر الذي يسود العلاقات بين إسرائيل ومصر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني

بدأ رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك"] رونين بار، أمس (الأحد)، زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، وُصفت بأنها لاحتواء التوتر الذي يسود العلاقات بين إسرائيل ومصر، في إثر تجاهُل إسرائيل التزامات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي تم التوصل إليه مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني يوم 7 آب/أغسطس الجاري، بوساطة مصرية.

وأفادت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] بأن الزيارة تهدف أساساً إلى تخفيف الأزمة في العلاقات مع القاهرة، والتي اشتدت حدّة بسبب الضغط العسكري المتزايد لإسرائيل على حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، خلافاً لتفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار المذكور.

ومن المتوقع أن يعقد بار اجتماعات مع رئيس الاستخبارات العامة المصرية عباس كامل، لبحث الأوضاع في قطاع غزة والمطالب المصرية بالإفراج عن المعتقلين خليل عواودة وبسام السعدي من الجهاد الإسلامي، واللذين ورد اسماهما في إعلان وقف إطلاق النار. وكان البيان المصري الذي تم من خلاله إعلان وقف إطلاق النار في غزة أشار إلى أن مصر تبذل جهوداً وتلتزم العمل على الإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن. كما أكد الناطق بلسان حركة الجهاد أن الاتفاق مع إسرائيل على وقف إطلاق النار جرى بوساطة مصرية، بعد أن وعدت القاهرة بالعمل على الإفراج عن الأسيرين عواودة والسعدي.

يُشار إلى أن العلاقات بين مصر وإسرائيل شهدت توتراً أيضاً قبل قيام هذه الأخيرة بشن عملية "مطلع الفجر" العسكرية ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة [بين 5 و7 آب/أغسطس 2022]، وتحديداً عقب إعلان الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرة مصرية مسيّرة عبرت المناطق الحدودية جنوبي البلد، في مطلع حزيران/يونيو الماضي.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية في حينه، نقلاً عن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، أن إعلان إسقاط المسيّرة أغضب السلطات في القاهرة التي اعتبرت أن هذا النشر تسبّب بإحراجها. وأفاد هؤلاء المسؤولون الأمنيون بأنه جرت محادثات بين كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ونظرائهم المصريين في محاولة لتهدئة التوتر بين الجانبين. وبعد ذلك بأيام، جاء الكشف الإسرائيلي عن دفن جنود مصريين قُتلوا خلال معارك حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967] في قبر جماعي في منطقة دير اللطرون شمالي القدس، وإخفاء معالم القبر عبر إقامة كرم أشجار لوز بدايةً، ثم عبر إقامة الموقع السياحي "إسرائيل الصغرى" سنة 2000. وبعد هذا الكشف، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، وأعلن أن الزعيمين اتفقا خلالها على إجراء تحقيق شفاف وكامل في هذا الشأن.

غير أن الأزمة بين الجانبين بلغت الذروة على خلفية الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، إذ اعتبرت القاهرة أن إسرائيل فاجأتها بهذه الحملة في الوقت الذي توقعت إفساح المجال لتهدئة الوضع وتبديد التوتر حول قطاع غزة في إبان قيام إسرائيل بفرض إغلاق على مستوطنات "غلاف غزة" في الأيام الأربعة التي سبقت الحملة. كما ازدادت حدة التوتر بسبب رفض إسرائيل طلب مصر لجم عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، في إثر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي.

 

المزيد ضمن العدد 3854