الديمقراطية في إسرائيل ستموت في نهاية صيف 2020
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- من المتوقع أن تموت الديمقراطية في إسرائيل في نهاية صيف 2020، وذلك حين تعلن المستشفيات أن أقسام كورونا مليئة ولم يبق الكثير من أجهزة التنفس الاصطناعي، وحين تصبح أعمال الشغب التي يقوم بها العاطلون من العمل والمستقلون المفلسون عنيفة، وحين يستخدم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صلاحيات جديدة مُنحت له بناء على قانون خاطف تم سنّه، لإعلان فرض إغلاق كامل، وتجميد حق التظاهر، وتأجيل المحاكمات الجنائية إلى إشعار آخر.
- وفي اليوم التالي، سيلقي رئيس الحكومة خطاباً إلى الأمة يبيّن فيه العثور على دلائل قاطعة عن وجود مؤامرة لإسقاط حكمه، شاركت فيها جهات معادية وجمعيات أوروبية معادية للسامية وشخصيات كبيرة في جهاز القضاء الإسرائيلي ووكلاؤهم في وسائل الإعلام.
- وسيعلن نتنياهو أنه سيستخدم تعليمات الدفاع لحالة الطوارئ من سنة 1945 لفرض رقابة شاملة، وإعلان جمعيات يسارية معروفة كتنظيمات غير قانونية، واعتقال رؤساء المتآمرين وتقديمهم إلى محاكمة سريعة في المحكمة العسكرية الخاصة التي شُكلت برعاية قوانين الطوارئ. وسيعلن أيضاً أن وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا [الليكود] سيعين من جانبه مسؤولاً عن جهاز الأمن العام ["الشاباك"].
- من المتوقع أيضاً أن تندلع عاصفة شديدة في شبكات التواصل الاجتماعي، لكنها ستبقى افتراضية بسبب الإغلاق. وسيكون هناك طلبات التماس تُقدّم إلى المحكمة العليا لكنها ستُرفض بشكل قاطع بسبب فقرة التغلب التي سيتم إدخالها في الدقيقة التسعين إلى قانون الصلاحيات الخاصة. وسيعلن رئيس الحكومة البديل بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] أزمة ائتلافية خطرة، لكن سيجري إرضاؤه بأن يتعهد نتنياهو التصرف بشكل معتدل، وبالتشاور معه، وبعد أن يتبين له أن ثلاثة أعضاء كنيست في حزبه قد ينسحبون من أزرق أبيض ويوفرون أغلبية لحكومة ليكود ضيقة، ستكون بمثابة مشكلة كبيرة، بحسب قوله.
- وبسبب عدم العثور على دلائل قاطعة للادعاء أن فقدان السيطرة على فيروس كورونا في بداية تموز/يوليو نبع من نيات سيئة لنتنياهو، وليس بسبب انشغاله بأموره القضائية، فإن الهستيريا العامة خدمت أهدافه. وثمة نقاش مشابه اندلع في "فايسبوك" بشأن عدم مبالاة نتنياهو إزاء الضائقة المتزايدة لمئات آلاف الإسرائيليين الذين وصلوا إلى شفا الجوع.
- وسائل الإعلام ستنقسم وفقاً لمواقفها، والمراسلون وقنوات التلفزة المتماهية مع نتنياهو، بما في ذلك القناة 13، ستقول إن الأمر يتعلق بـخطوة موقتة ضرورية للدفاع عن الوطن في مواجهة مَن يريدون له الشر، وإنه كان يتعين على نتنياهو العمل بسرعة قبل أن يغادر دونالد ترامب البيت الأبيض. القناة 12 ستحافظ على الحيادية، وستمكّن المحللين فيها من الاحتجاج على تدمير الديمقراطية، لكنها ستحرص على إعطاء الوقت نفسه لضيوف كرروا أقوال نتنياهو بأن ما يجري تحول إلى تهديد وجودي.
- أمّا صحيفة "هآرتس" فستُظهر معارضة شديدة جداً لخطوات نتنياهو، على الأقل إلى أن يتم اتهام المحررين فيها بخروقات شديدة للرقابة وتوقيفهم للتحقيق هم وشخصيات معروفة من الإعلام الاجتماعي تم توقيفها بتهمة إثارة التمرد.
الجمهور الإسرائيلي الموجود في البيت ويتملكه الخوف من وباء متفش وفوضى في مراكز المدن ومصدوم من تأثير سنتين صعبتين لميلودراما نتنياهو، سيردّ في معظمه بعدم مبالاة. وسيعترف معظم أعضاء الكنيست بأنهم غفوا في أثناء الحراسة. صحيح أن نتنياهو وضع مسدسه علناً على الطاولة ثم رفعه بعد ذلك لإطلاق النار على الديمقراطية وللتأكد من قتلها وهم وافقوا، لكن مَن كان يمكن أن يخطر بباله كل هذا [السيناريو]؟