دليل الضم: في ماذا تفكر الأطراف المختلفة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • الموعد المحدد لبدء عملية فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، الأول من تموز/يوليو، حل الآن. على أرض الواقع، "سيادة" أو "ضم" يبدوان كمستقبل بعيد، لكن هناك استعداداً لأي سيناريو. ما المتوقع حدوثه هذا الصباح (الأربعاء)؟ كيف يستعد الفلسطينيون، وكيف يتحضر المستوطنون؟

ماذا سيجري هذا الصباح؟

  • بحسب الاتفاق الائتلافي الذي وقّعه الليكود وحزب أزرق أبيض، بدءاً من اليوم يستطيع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يطلب موافقة الحكومة أو الكنيست على الاتفاقات التي جرى التوصل إليها مع الولايات المتحدة بشأن فرض السيادة اليهودية على مناطق معينة في الضفة الغربية.
  • لكن الصحيح حتى الآن هو عدم توقّع صدور إعلان مهم عن الموضوع. نتنياهو أوضح في الأمس، خلال مراسم تسلّم وتسليم للمدير العام في وزارة الخارجية، أنه تحدث مع الأميركيين عن مسألة السيادة "بأننا نعمل عليها في هذه الأيام، وسنواصل العمل عليها في الأيام القريبة المقبلة"، بكلام آخر - هو يعترف بأنه سيأخذ المزيد من الوقت.

أين ستُفرض السيادة؟

  • كانت النية الأولى فرض السيادة على 30% من أراضي الضفة الغربية، التي يجب أن تنتقل إلى إسرائيل بحسب "صفقة القرن" للرئيس ترامب.
  • الانطباع لدى وزراء في الحكومة تحدثوا مع نتنياهو وأطراف في حزب أزرق أبيض أن رئيس الحكومة تخلى عن فكرة ضم 30% من أراضي الضفة، لكنه يواصل فحص كيف يمكن فرض السيادة على المستوطنات الموجودة في عمق المنطقة، كي لا يقدس مبدأ ضم الكتل الاستيطانية.

ما هي الفرصة السياسية لنتنياهو  لقيادة فرض السيادة؟

  • إحدى المشكلات الكبيرة التي يواجهها نتنياهو هي وقوفه وحيداً في جبهة معركة فرض السيادة في الضفة الغربية.
  • في اليمين، جرى فحص فرض السيادة في آن معاً مع خطة ترامب كلها التي تضمنت أيضاً اعترافاً بدولة فلسطينية. لذلك يعارض جمهور كبير في اليمين خطة فرض السيادة، ويفضل مواصلة البناء في المستوطنات وفق الصيغة القائمة حتى الآن.
  • في الليكود أيضاً، ليس هناك حافز كبير للدفاع عن نتنياهو وعن ضرورة الخطة الآن. بسبب الثمن الذي ستضطر إسرائيل إلى دفعه للفلسطينيين، وبسبب التخوف من أن تنتهي الخطوة بالاعتراف بدولة فلسطينية.

بماذا يفكرون في حزب أزرق أبيض؟

  • في أزرق أبيض، يتحفظون عن خطة فرض السيادة في الضفة الغربية لأسباب مناقضة لأسباب أنصار اليمين. أولاً، هم يميّزون بين كتل المستوطنات وغور الأردن، الذي يُعتبر منطقة إشكالية بسبب التهديدات من أن ضم الغور سيقوّض العلاقات مع ملك الأردن عبد الله، وسيعرّض اتفاق السلام معه للخطر.
  • وزير الخارجية غابي أشكنازي سبق أن حذر في الماضي بأنه يتحفظ عن الخطوة، بينما رئيس الحكومة المناوب بني غانتس لم يستبعد ضم الغور، لكنه أوضح أن تنفيذ أي خطوة يتطلب موافقات واسعة، ويجب ألّا يعرّض للخطر شبكة علاقات إسرائيل الحساسة حالياً.

 

هل هناك فرصة لفرض سيادة؟

  • من الناحية السياسية، ما يجري الحديث عنه هو أحد الاختبارات الكبيرة لنتنياهو، ليس فقط بسبب الوعد الانتخابي العلني الذي أعطاه، بل أيضاً التاريخ الذي حدده أكثر من مرة عند قيام الحكومة. أوساط نتنياهو سعت للتوضيح طوال هذه الفترة أن فرض السيادة هو جزء من الإرث الذي سيتركه وراءه، لكن في الظروف التي نشأت يُطرح السؤال: هل سينجح في العمل بحسب الخطة الأصلية، وبأي جدول زمني.
  • على ما يبدو، هناك أغلبية ثابتة في الكنيست تؤيد فرض السيادة في الضفة أيضاً من دون تأييد أزرق أبيض. كتلة "طريق إسرائيل" بزعامة يوعاز هيندل وتسفي هاوزر ستدعم هذه الخطوة، وأيضاً حزبا إسرائيل بيتنا ويمينا الموجودان في المعارضة. لكن ثمة شك في أن يقوم نتنياهو فعلاً بمثل هذه الخطوة من دون دعم علني جارف.

كيف يتعامل الأميركيون مع خطط الضم؟

  • الوفد الأميركي الذي جاء إلى إسرائيل لبحث موضوع الضم برئاسة مستشار الرئيس الأميركي آفي بيركوفيتش، عاد إلى الولايات المتحدة من دون التوصل إلى أي اتفاق مع نتنياهو بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية، ومع الكثير من علامات التساؤل.
  • أشخاص تحدث معهم الأميركيون تكوّن لديهم انطباع أنهم لن يقرروا ما هم يريدونه. فقد شعر الأميركيون بوجود فجوات كبيرة جداً بين نتنياهو وزعيم أزرق أبيض، ولذلك تبددت آمالهم بالتوصل إلى اتفاق داخل الحكومة الإسرائيلية. وهذا يعقّد الأمور فقط من ناحية الأميركيين غير المتأكدين من أن الضم هو الخطوة الصحيحة في هذا الوقت.

الخطط الفلسطينية للأول من تموز/يوليو

  • ينقسم النضال الفلسطيني ضد خطط الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى قسمين - نشاطات السلطة الفلسطينية، والنشاطات التي تحاول "حماس" قيادتها في قطاع غزة. وعلى الرغم من العدو المشترك، فإن كل طرف من الطرفين يعمل وحده، من دون تنسيق بينهما.
  • الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أعلنت قبل بضعة أيام "يوم غضب" اليوم، والذي يبدو أنه سيقتصر حتى الآن على مسيرات تخرج من قلب غزة في اتجاه البحر. يبدو أن "حماس" اختارت هذه الطريق كي لا ينزلق شبان يشاركون في المسيرة نحو السياج الحدودي مع إسرائيل.
  • يدل القرار على حذر معين تنتهجه "حماس" في حال لم تعلن إسرائيل الضم في الضفة اليوم. مع ذلك، التقدير أن إعلاناً إسرائيلياً عن فرض السيادة سيعيد توزيع الأوراق والرد من غزة سيكون كبيراً جداً. في الأسبوع الماضي، هددت الذراع العسكرية في "حماس" بأن الضم سيُعتبر بمثابة إعلان حرب.
  • في الضفة، لم يَجرِ التخطيط اليوم لأعمال احتجاجية مهمة باستثناء تجمّع أعضاء كنيست ووزراء إسرائيليين سابقين سيصلون ظهر اليوم إلى مفترق ألموغ للتظاهر ضد الضم. بعدها من المفترض أن يجتمعوا في أريحا مع الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات.

فيمَ يفكر المستوطنون بشأن خطة الضم؟

  • منذ إعلان "صفقة القرن" في واشنطن، برز خلاف بين زعماء المجالس في يهودا والسامرة بشأن الخطة. رئيس مجلس يهودا والسامرة ديفيد ألحيين، ومعه رئيس مجلس السامرة يوسي ديغن وآخرون قادوا الخط المعارض للصفقة. في رأيهم، ما يجري أمر خطر، لأنه ستقوم في نهايته دولة فلسطينية تهدد وسط البلد. واحتجوا على بقاء 19 مستوطنة كجيوب معزولة من دون تواصل جغرافي إسرائيلي، بحسب الخطة، كما احتجوا على تجميد البناء الذي سيدخل في حيز التنفيذ فوراً بعد فرض السيادة.
  • من جهة أُخرى، رئيس مجلس إفرات عوديد رفيفي ورئيس بلدية أريئيل ورؤساء سلطات أُخرى، يدّعون أن ما يجري هو فرصة تاريخية يجب عدم تضييعها حتى بثمن المخاطر التي ستواجهها الدولة لاحقاً.

المحاولات الأوروبية للدفع قدماً بمفاوضات

  • في أوروبا يدركون في هذه الأثناء أن الفلسطينيين لن يعودوا إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل في مقابل تجميد الضم، بالإضافة إلى الوعد بانضمام اللجنة الرباعية إلى المفاوضات مع الأوروبيين.

مَن يقف في الأساس وراء مساعي إقناع الفلسطينيين هي ألمانيا، لكن هناك أطرافاً أُخرى تعمل وراء الكواليس في محاولة لإقناع الفلسطينيين بالدخول في مفاوضات مع إسرائيل.