افتتاحية: نتنياهو صعد على شجرة عالية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • على الرغم من أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حدّد الأول من تموز/يوليو موعداً لبدء عملية "فرض السيادة"، فإنه حاول في الأيام الأخيرة إيجاد طرق للنزول عن الشجرة. من بينها الجدل بينه وبين رئيس الحكومة المناوب بني غانتس بشأن السردية التي تصور أسباب تأجيل موعد الضم.
  • في يوم الإثنين، أعلن نتنياهو أمام أعضاء كتلته أن الضم "ليس مرتبطاً بأزرق أبيض، وأنهم في الحزب ليسوا العنصر الذي سيحسم في هذا الاتجاه أو ذاك." بالإضافة إلى تخوّف نتنياهو من أن يصوَّر شركاؤه في حكومة الوحدة والمصالحة كشركاء في القرار التاريخي، فقد جاء هذا التوضيح رداً على الكلام الذي قاله غانتس لموفد الرئيس الأميركي آفي بيركوفيتش ولسفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان. غانتس ادّعى أن الأول من تموز/يوليو ليس "تاريخاً مقدساً"، و"قبل الدفع قدماً بخطوات سياسية، يجب مساعدة مواطني إسرائيل على النجاح في العودة إلى أماكن عملهم، وكسب لقمة العيش بكرامة."
  • لكن الجدل بين نتنياهو وغانتس بشأن التوقيت يخفي وراءه الخلاف الحقيقي على الضم بحد ذاته. هذا الخلاف لا يعبّر عنه بصورة علنية، لأن معارضة الضم تُعتبر موقفاً لليسار، والطرفان، كل لأسبابه، لا يريدان أن يوصَما كـ "يساريين".
  • هذا هو الثمن الغالي لمسار نزع الشرعية عن اليسار في السنوات الأخيرة: بدلاً من إجراء نقاش صارم ومبدئي لقضية مصيرية، كل ما يسمح به النطاق الديمقراطي الضيق في إسرائيل هو جدل تافه بشأن التوقيت.
  • نتنياهو واقع في ورطة لا يستطيع الاعتراف بها. حتى لو أنه غير معني بأن يضم، حقيقة أن الإدارة الأميركية تراجعت عن معارضتها له أدى إلى تقويض منظومة التوازنات التي سمحت لنتنياهو بلعب لعبة مزدوجة حيال المستوطنين. هو الآن يحاول المناورة بصورة خرقاء ومرتبكة لإيجاد طريقة للنزول عن الشجرة التي صعد إليها إلى أرض آمنة.
  • يعرف نتنياهو وغانتس جيداً أن إسرائيل لا تستطيع ضم المناطق من دون المخاطرة بنشوب ثورة فلسطينية وحريق إقليمي. هما يعلمان أيضاً أن الضم هو تآمر على حل الدولتين الذي لا يزال الحل الوحيد للنزاع. ثمة شك في أن نتنياهو يهمه ذلك، لكنه مثل غانتس، أيضاً يدرك بالتأكيد أن الضم سيعبّد طريقاً جديداً لتحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، أو إلى نظام أبرتهايد رسمي.
  • ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق المحتلة لن يختفوا، لأن نتنياهو وترامب قررا أنه يحق لإسرائيل "فرض السيادة"، لا اليوم ولا في الأول من تموز/يوليو بعد عشر سنوات. لا يمكن الضم من دون إحراق الاحتمالات لتسوية سياسية، ولطابع إسرائيل كدولة ديمقراطية.