أهداف كثيرة في سورية ورسالة مهمة واحدة لإيران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • يعلم النظام السوري والجيش السوري جيداً مَن هاجم أراضيهم في الليلتين الأخيرتين. لديهما أجهزة رادار ومنظومات دفاع جوي متطورة، وهما يعرفان جيداً الجهة التي تنتمي إليها الطائرات المهاجمة، وكيف نفّذت مهمتها.
  • لذا، من الممكن الافتراض أن التقارير الآتية من سورية بشأن ثلاث موجات من الهجمات أول أمس والليلة هي تقارير موثوق بها. بالاستناد إلى التقارير المتعددة الآتية من سورية والأفلام، تظهر صورة واضحة جداً للنشاط الإيراني في سورية، ومساعدة النظام السوري لهذا النشاط، وما أراد الجيش الإسرائيلي تحقيقه في الهجمات- إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي هو فعلاً المهاجم.
  • يبدو مؤخراً أن الإيرانيين خففوا كل ما له علاقة بنشاط مباشر لإقامة جبهة ضد إسرائيل في سورية بالقرب من الحدود في هضبة الجولان. جرى هذا في أعقاب اغتيال سليماني ووباء الكورونا الذي يؤذي إيران، ليس صحياً فقط بل اقتصادياً أيضاً. على ما يبدو، الذي حل محل سليماني ليس لديه الميزانيات التي كانت موضوعة بتصرف سليماني.
  • لذا، يركز خليفة سليماني إسماعيل قاآني على أمرين. يساعد أنصاره جيش الأسد في حربه على المتمردين الإسلاميين من السنّة في محافظة إدلب، ومشروع الصواريخ الدقيقة، ونشر منظومة صواريخ واسعة في سورية ولبنان.
  • الأهداف التي هوجمت هذه الليلة في سورية تقع في شمال سورية، وفي الشرق والجنوب الشرقي، ومن أجل إخفائها عن الاستخبارات الإسرائيلية يبدو أنه جرى توزيعها على مخازن غير كبيرة قريبة من منشآت للجيش السوري، أو في داخلها كي يكون من الصعب على سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمتها.
  • بحسب التقارير الآتية من سورية، يبدو أن مَن يدافع عن مخازن الصواريخ هذه أو مواقع تخزين قطع صواريخ من أجل التصنيع في سورية هي ميليشيات شيعية تشغّلها إيران وتمولها في الأراضي السورية. ومن المحتمل أيضاً أن حديث التقارير عن مقتل عناصر من الميليشيات، الهدف منه التغطية على حقيقة أن هؤلاء كانوا إيرانيين. لسورية مصلحة في إخفاء حقيقة أن الإيرانيين موجودون في سورية ويستخدمون أراضيها لأهداف متعددة، ليس بالضرورة لمساعدة صمود نظام الأسد كما يصرحون. يعلم السوريون جيداً أن التقارير التي تتحدث عن خسائر إيرانية في سورية تؤثر سلباً في الرأي العام في إيران بحد ذاتها، فالإيرانيون لا يحبون عودة أبنائهم إلى الوطن في التوابيت. هذا يذكرهم بأنه في فترة صعبة كهذه يهدر فيها نظام آيات الله حياة الشباب والمال على أهداف ليست ضرورية للدفاع عن الشعب الإيراني. يحرص النظام السوري على عدم إحراج حليفه، لذا تتحدث التقارير عن ميليشيات شيعية. ويبرز من تقارير الليلة أنه هوجم أيضاً رادار ومركز للرقابة والتحكم للقيادة الجوية السورية.
  • هذا الهجوم جرى كما يبدو من أجل تأمين حرية عمل جوية للقوة الجوية المهاجمة، ولمنع تدمير جزء من الذخيرة، في الأساس صواريخ جو أرض أطلقتها الطائرات المهاجمة على أهدافها. لكن الهجوم هو أيضاً رسالة إلى النظام السوري مفادها: ما دمتم تقدمون غطاء وتدافعون عن الإيرانيين، ستواصلون دفع ثمن باهظ، على الرغم من عدم الاهتمام، على الأقل حالياً، بمواجهة مباشرة مع النظام السوري وجيشه.
  • في إطار التفاهمات مع روسيا، والتي تحدثت عنها وسائل الإعلام، إسرائيل لا تهاجم مباشرة نظام الأسد أو الجيش السوري، إلّا إذا عرقلا مهاجمتها في إطار معركة بين الحروب للتمركز الإيراني في سورية ضد إسرائيل، ومشروع الصواريخ الدقيقة التي تعطيها إيران لحزب الله في لبنان.
  • على ما يبدو، الروس حصلوا على تحذير قبل دقائق من كل موجة هجمات وقعت في أماكن بعيدة عن أماكن وجود عناصر الجيش الروسي. يحرص الروس أيضاً على عدم وضع الإيرانيين منشآت تخزين صواريخهم بالقرب من منشآت يوجد فيها الجيش الروسي، مع أن الإيرانيين فعلوا ذلك أكثر من مرة في سورية.
  • الرسالة المهمة للهجوم المنسوب إلى إسرائيل هذه الليلة تشبه الرسالة التي تُنقل مرة بعد مرة في الفترة الأخيرة إلى النظام في إيران: لن نسمح لكم بالتمركز في سورية، وسنعرقل بقدر المستطاع مشروع الصواريخ الدقيقة؛ ستدفعون الثمن بالدم والمال على عمليات ميؤوس منها، لن تمنحكم في نهاية الأمر تفوقاً عسكرياً والقدرة العسكرية المطلوبة لضرب إسرائيل إذا اندلعت حرب كبيرة.