الفصائل الفلسطينية في غزة: سفير الإمارات المتحدة في واشنطن يستجدي التطبيع مع إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

هاجمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة على خلفية مقاله الذي نُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أول أمس (الجمعة)، وأكدت أنه يستجدي التطبيع مع إسرائيل.

وأعرب الناطق بلسان حركة "حماس" في قطاع غزة حازم قاسم عن أسفه لقيام العتيبة بالتباهي بنبذ حركة "حماس" وحزب الله من طرف بلاده، وبأنه يرى في المقاومة الفلسطينية عنفاً أو أعمالاً متطرفة.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل إن المقال التي نشره العتيبة في الصحيفة الإسرائيلية يعكس الانهزامية والذل لدى عدد من الأنظمة العربية.

وكان العتيبة حذّر، في أول مقال رأي تنشره صحيفة إسرائيلية لدبلوماسي خليجي، إسرائيل من أنه ليس في وسعها إعلان سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية في الوقت الذي تسعى فيه لعلاقات طبيعية مع دول عربية.

وأقر العتيبة في مقاله الذي نُشر أول أمس على الصفحة الرئيسية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بالتقارب بين إسرائيل وجزء كبير من العالم العربي في السنوات الأخيرة وأعرب عن أمله بأن يتعمق مثل هذا التعاون في مجموعة واسعة من المجالات في المستقبل، لكنه أشار إلى أن خطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتطبيق السيادة على منطقة غور الأردن وجميع المستوطنات في الضفة الغربية ابتداء من الشهر المقبل ستدفن مثل هذه الأحلام.

وكتب العتيبة: "في الآونة الأخيرة تحدث القادة الإسرائيليون بحماس كبير عن تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة ودول عربية أُخرى، لكن هناك تناقض بين الخطط الإسرائيلية للضم والحديث عن التطبيع. ولكونه خطوة أحادية ومتعمدة، فإن الضم هو عبارة عن استيلاء غير قانوني على الأراضي الفلسطينية، وهو يتحدى الإجماع العربي بل والدولي بشأن الحق الفلسطيني في تقرير المصير، وسيشعل العنف ويثير المتطرفين، وسيرسل موجات صدمة عبر المنطقة، وبصورة خاصة في الأردن الذي يفيد استقراره المنطقة بأكملها، وخصوصاً إسرائيل."

وأضاف العتيبة الذي كان أحد السفراء العرب الثلاثة الذين حضروا المراسم في البيت الأبيض التي كشف خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، أن بلاده عملت منذ فترة طويلة على تعزيز المشاركة والحد من النزاعات، وساعدت على إيجاد حوافز وركزت اهتمامها على الفوائد الجماعية لجميع الأطراف، وأوضح أن أبو ظبي على سبيل المثال أدرجت حزب الله كمنظمة إرهابية ودانت حركة "حماس" غير أن الضم الإسرائيلي سيقوض بالتأكيد وعلى الفور التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي ودولة الإمارات.

وأشار إلى أن الضم سيؤدي أيضاً إلى جعل وجهات النظر العربية حيال إسرائيل أكثر تشدداً في الوقت الذي بدأت فيه المبادرات الإماراتية للتو بفتح المجال للتبادل الثقافي وللفهم الأوسع لإسرائيل واليهودية.

وفي ختام المقال أشار العتيبة إلى أن معظم العرب يودون أن يصدقوا أن إسرائيل هي فرصة وليست عدواً. كما لفت إلى عدة مؤشرات حديثة تدل على التقارب بين إسرائيل والإمارات مثل هبوط طائرة تابعة لمجموعة "الاتحاد للطيران" في مطار بن غوريون الدولي هذا الأسبوع أو عزف النشيد الوطني الإسرائيلي في الأحداث الرياضية في الإمارات، لكنه شدّد على أن الضم سيجعل الكثير من هذه الأمور أكثر صعوبة.