تطبيق مخطط فرض السيادة سيؤدي فقط إلى إيذاء إسرائيل في المدى البعيد
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • قبل بضعة أيام صادفتُ تغريدة لشلومو فيلبر [رئيس سابق لمجلس مستوطنات يهودا والسامرة وأحد المتهمين بالفساد في ملف 4000، وبسبب ذلك أُبعد عن منصبه كمدير عام في وزارة الاتصالات] لا أعرف إلى من هي موجهة. الدعوة كانت موجهة رسمياً إلى رؤساء مجلس مستوطنات يهودا والسامرة، الذين بحسب ادعائه، لا يفهمون في السياسة العالمية وفي الأمور الجيو - سياسية، في رأيه؛ الأمر الذي دفعه إلى حثهم على تبني "فرض السيادة" لأنه يعتبره شبيهاً بإلغاء العبودية في الماضي في قسم من الولايات الأميركية، أو بإعطاء حق الاقتراع للنساء في جزء من دول العالم.
  • ما يدور عنه الحديث ليس "كرة ثلج" لا يمكن إيقافها، بحسب المغرد، أي أن الضم الجزئي سيتحول مع السنوات إلى ضم شامل. العالم كله لن يقف منبهراً بالتحايل الإسرائيلي. نقبل فقط الجزرات في خطة الرئيس الأميركي ونرفض العصي. هذا لن يحدث، ولا يمكن أن يحدث. الخريطة التي يجري رسمها حالياً بالتنسيق مع الأميركيين، هي الخطة التي سيتبناها العالم كله، وبالتحديد، يمكن أن يتحول تحقيقها إلى كرة ثلج تدحرجرنا كلنا إلى سفح الجبل.
  • فعلياً، تحدد هذه الخريطة حدود الدولة التي ستقام غربي نهر الأردن، وتفرض فعلياً موافقتنا على إقامتها. وهي تترك مستوطنات كثيرة ضمن حدود الدولة الفلسطينية العتيدة؛ كذلك أيضاً طرقات مركزية ومناطق سيطرة كثيرة على منحدرات الساحل. يُقال لي إذا لم تتغير الخريطة، سيضطر سكان غوش عتسيون إلى الذهاب إلى القدس عن طريق كريات غات؛ وهذا فقط نموذج واحد من العبثية في الخريطة.
  • سيكون من الصعب التهرب من هذه الخريطة. الفلسطينيون يستطيعون إقامة دولتهم في المنطقة المعدّة لهم في الخريطة والمضي من هناك إلى الأمام. كل الشروط الأساسية التي وُضعت في مخطط الرئيس الأميركي ستُرمى في سلة المهملات. ببساطة، الفلسطينيون سيفعلون ما نريد أن نفعله نحن الآن؛ ولن يكون هناك دولة واحدة في العالم ستسألهم "ماذا حدث للشروط النهائية؟"
  • هذه الدولة ستُقبل في الأمم المتحدة عشية إقامتها، ولا يستطيع الجيش الإسرائيلي الدخول إليها. لأن ذلك سيكون اجتيازاً ممنوعاً لحدود دولية. الأميركيون أيضاً لا يستطيعون قبول اقتحام نابلس أو جنين أو رام الله إذا أطلق أحد ما من هناك صاروخاً في اتجاه غوش دان. إسرائيل ستظل أسيرة مثل قطاع غزة بين يدي التنظيمات الإرهابية التي ستظهر هناك.
  • لا يمكن أن يقوم سلام مع دولة تقام في قلب أرض إسرائيل. حتى نزع السلاح لن يحدث هناك. هي ستكون مثل شوكة في حلق إسرائيل. لا يمكن لفظها ولا يمكن بلعها. ويجب ألّا يشك أحد في أن العرب الذين يقطنون داخل تخوم الدولة اليهودية ويدّعون أنهم جزء من الشعب الفلسطيني سيطالبون في مرحلة معينة بـ"الانضمام" إلى الدولة الموجودة قريباً منهم في المثلث، وفي وادي عارة والنقب أو الجليل.
  • لقد سبق أن حدث هذا في أماكن أُخرى في العالم. هذا من دون الحديث عن ملايين "اللاجئين" الذين سيطالبون بالمجيء إلى الدولة الفلسطينية لدى قيامها. العديد منهم سيسكنون من دون شك في الحدود الشرقية لإسرائيل؛ وسينظرون عبرها إلى الأماكن التي غادرها آباؤهم في سنة 1948. الرغبة في قضم الدولة اليهودية ستزداد طوال الوقت، وفي نهاية الأمر سنجد أنفسنا في مواجهة "دولتين". الأولى دولة "فلسطينية"، والثانية – دولة "لكل مواطنيها".

هناك شيء أعوج فعلياً يجري أمام أعيننا. الافتراض أن الفلسطينيين سيضيّعون مرة أُخرى فرصة التصرف بحكمة يمكن ألّا يتحقق. هم أكثر ذكاء. هم يخلقون حقائق على الأرض كما تصرّف اليهود في الماضي البعيد، من خلال استغلال تراخينا. ما يجري في النقب كان من المفروض أن يثير قلقاً حقيقياً. إذا قامت دولة فلسطينية تتصل بقطاع غزة بـ"معبر آمن"، غير بعيد عنها توجد المناطق السيادية التي تنازلت إسرائيل عنها من أجل الدولة الفلسطينية، فإن العودة إلى "حدود التقسيم" في سنة 1947 ستكون أقرب من أي وقت مضى. يجب وقف هذا الجنون. 

 

المزيد ضمن العدد 3331