آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على تعهد رئيس الحكومة البدء بضم أجزاء من الضفة الغربية الشهر المقبل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مساء أمس (السبت) احتجاجاً على تعهُّد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو البدء بضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل الشهر المقبل.

وشارك في تنظيم التظاهرة التي تُعد أكبر تظاهرة تشهدها إسرائيل منذ تفشي فيروس كورونا، كل من حزب ميرتس وحزب حداش الشريك في القائمة المشتركة وحركة "السلام الآن" إلى جانب مجموعات حقوقية أخرى.

وتكلم في التظاهرة عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس رئيس حزب ميرتس، فقال إن الضم سيكون بمثابة جريمة حرب، وجريمة ضد السلام، وجريمة ضد الإنسانية، وجريمة ستؤدي إلى إراقة دماء، وسيكلف إسرائيل الملايين في الوقت الذي يعاني الاقتصاد أصلاً بسبب فيروس كورونا.

وانتقد هوروفيتس وزير الدفاع بني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، ووزير الاقتصاد عمير بيرتس، متهماً إياهم برفع أياديهم والزحف إلى الجانب الآخر، وأكد أنه لا يمكن استبدال عشرات السنوات من الاحتلال بنظام فصل عنصري سيستمر إلى الأبد.

وأشار هوروفيتس إلى أن هؤلاء الثلاثة كانوا تعهدوا عدم الجلوس في حكومة مع بنيامين نتنياهو بسبب تهم الفساد التي يواجهها، لكن بعد النتائج غير الحاسمة لجولة انتخابات ثالثة في غضون أقل من سنة في آذار/مارس الفائت وافقوا على الانضمام إلى ائتلاف حكومي بقيادته، ومن المتوقع أن يبدأ بالمضي قدماً بإجراءات الضم في الأول من تموز/يوليو المقبل.

كما تكلمت في التظاهرة عضو الكنيست تمار زاندبرغ [ميرتس] فوصفت خطة ترامب للسلام بأنها صفقة ملعونة بين رجل يحاول الفوز بانتخابات الرئاسة وآخر يحاول الهرب من محاكمة فساد. وقالت إن الضم سوف يجعل إسرائيل رسمياً دولة أبارتهايد.

وتلاها رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة الذي تحدث من الحجر الصحي عبر الفيديو، بعد إصابة أحد أعضاء القائمة المشتركة بفيروس كورونا.

وقال عودة إنه يجب على جميع اليهود والعرب الذين يدعمون السلام والعدالة معارضة خطة نتنياهو لفرض السيادة الإسرائيلية على نحو 30% من أراضي الضفة الغربية.

وقالت عضو الكنيست ميراف ميخائيلي [العمل] التي عارضت قرار حزبها الانضمام إلى الحكومة للمحتجين إنها أتت إلى التظاهرة كممثلة عن معارضي الضم في حزبها.

وأشارت ميخائيلي إلى أن خطوة الضم ستضر بالعلاقات بالأردن، وكذلك بالعلاقات بأوروبا. وهاجمت غانتس لموافقته على الانضمام إلى حكومة ستقوم بتنفيذ الضم.

وخاطب السيناتور بيرني ساندرز المرشح الديمقراطي السابق المتظاهرين في رسالة فيديو من الولايات المتحدة.

وقال ساندرز إنه لا بد من وقف خطط ضم أي جزء من أراضي الضفة الغربية، ويجب إنهاء الاحتلال والعمل معاً من أجل مستقبل من المساواة والكرامة لجميع الناس في إسرائيل وفلسطين.

ولوّح الكثير من المتظاهرين بالأعلام الإسرائيلية والفلسطينية، ورفع عدد منهم صورة إياد الحلاق، وهو شاب فلسطيني مصاب بالتوحد قُتل برصاص الشرطة الإسرائيلية في الأسبوع الماضي في البلدة القديمة في مدينة القدس.

وبعد انتهاء التظاهرة، قامت الشرطة بتفريق مجموعة من المتظاهرين الذين قاموا بسد شارع رئيسي في المدينة.

وقالت الشرطة إنه تم اعتقال خمسة متظاهرين، بينهم مصور من صحيفة "هآرتس" كان يغطي التظاهرة.

وقبل التظاهرة، قال رئيس تحالف حزبي "يوجد مستقبل- تلم" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد إن تعهد نتنياهو ضم مناطق من الضفة الغربية هو حيلة إعلامية تهدف إلى صرف انتباه الجمهور عن محاكمته في تهم فساد، وعن الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا.

وأضاف لبيد في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس، أنه يدعم خطة ترامب المعروفة باسم "صفقة القرن" ويعارض الضم الأحادي الجانب.

 

 

المزيد ضمن العدد 3331