تحذير من الملك
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أوضح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أول أمس في مقابلة أجرتها معه المجلة الألمانية "دير شبيغل" أنه إذا ضمت إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية، فإن الأمر سيؤدي إلى صدام كبير مع المملكة، وسيعرّض اتفاق السلام معها للخطر. أيضاً في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قال عبد الله إن شبكة العلاقات بين الدولتين في "أدنى مستوياتها على الإطلاق"، ورفض تجديد عقد استئجار الجيبين تسوفر ونهاريم.
- كلام الملك هو تذكير مهم لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ولمؤيدي الضم الذين يحيطون به، والذين يخادعون الجمهور الإسرائيلي، وكأن الاستعداد الأميركي للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المستوطنات هو بوليصة تأمين تاريخية لتنفيذ عملية سياسية خاطفة أحادية الجانب، من دون ثمن، ومن دون مخاطرة.
- ما يجري هو نشوة قوة خطرة. الاتحاد الأوروبي بحث أول أمس اتخاذ عقوبات ضد ضم إسرائيلي، إذا قامت إسرائيل بخطوات أحادية الجانب تتعارض مع القانون الدولي. فعلياً، الغطرسة الإسرائيلية ليست مدعومة حتى من الإدارة الأميركية التي تحرص على إرسال رسائل مزدوجة. في الأسبوع الماضي فقط، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن "ضم الضفة الغربية هو قرار يجب أن تتخذه إسرائيل." وهذه صيغة غامضة يمكن تفسيرها كتشجيع للإسرائيليين على اتخاذ القرار والمضي قدماً في الضم، أو كتلميح، الغرض منه تبريد الحماسة الأولية للضم. في بيان للمراسلين الإسرائيليين عن خلفية كلام الملك عبد الله، قالت الناطقة بلسان الخارجية الأميركية إن إدارة ترامب مهتمة بإجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين وأطراف أُخرى في المنطقة بشأن خطة الرئيس للسلام، وإن الحديث عن موضوع الضم يجب أن يجري في إطار هذه المفاوضات بين الأطراف. تماماً كما حدث بعد تقديم خطة القرن، حين هرع نتنياهو في البداية إلى التباهي " بسيادة على كل المستوطنات منذ اليوم الأول" لكن الإدارة الأميركية هدّأته وأوضحت له أن الضم قبل "الانتخابات" [الإسرائيلية] "يعرّض الاعتراف الأميركي للخطر."
- أيضاً من دون الإصغاء لكلام الملك عبد الله، من البديهي أن الضم سيعرّض السلام للخطر. المشكلة هي أن اليمين المؤيد للضم لا يردعه هذا الاحتمال بل على العكس تماماً، بالنسبة إليه إسقاط العائلة المالكة الهاشمية يمكن أن يحقق رؤية الأردن كدولة فلسطينية.
- أوضح بني غانتس خلال المعركة الانتخابية أنه يتحفظ عن خطوات أحادية الجانب. صحيح أنه وقّع الاتفاق الائتلافي الذي يسمح لنتنياهو بالدفع قدماً بضم من جانب واحد في تموز/يوليو، لكن هناك بنداً في الاتفاق يفرض على نتنياهو إقرار خطة ترامب من خلال سعي "للمحافظة على الاستقرار الإقليمي، وعلى اتفاقات السلام". كلام عبد الله يوضح أن الوضع ليس كذلك. يجب على غانتس الإصرار على أن الضم يلحق ضرراً بالسلام مع الأردن، وأن يحبط هذه المبادرة غير الضرورية والخطرة.