ثلاث رسائل حملها بومبيو: دعم أمني، تأجيل فرض السيادة والصراع مع الصين
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • للوهلة الأولى، يثير دهشة ليست قليلة قرار بومبيو القيام بأول زيارة له ما وراء البحار منذ نشوب أزمة الكورونا، تحديداً إلى إسرائيل وتحديداً عشية أداء الحكومة الجديدة القسم. هل على جدول الأعمال الإسرائيلي - الأميركي قضايا ملحّة إلى حد يفرض معالجتها مجيئه في زيارة خاطفة، وذلك قبل حبك الخيوط الأخيرة في الائتلاف الحكومي الجديد؟
  • الجواب عن هذا التساؤل موجود على ثلاثة أصعدة، بومبيو نفسه ألقى الضوء على القليل منها عشية زيارته وخلالها. يبدو أن وزير الخارجية حمل في حقيبته إلى القدس رسالة ثلاثية على شاكلة إشارات مرور تتغير ألوانها بما يتلاءم مع الموضوع الذي يجري بحثه. الرسالة الأولى، الضوء الأخضر معناه دعم وتشجيع كاملين للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد منظومات السلاح والقواعد الإيرانية في سورية. وذلك لاستغلال ضعف إيران المتزايد عمقاً، ودفعها إلى تسريع عملية انفصالها عن الأراضي السورية.
  • الرسالة الثانية، الضوء الأصفر له علاقة بتوقيت قرار نتنياهو إطلاق مبادرته التشريعية المتعلقة بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت. في هذا الإطار شدد بومبيو على أنه من حق إسرائيل أن يكون لها رأيها المستقل في هذه القضية، لذا، لا تشمل الرسالة مطالبة أميركية واضحة بتأجيل الخطوة.
  • مع ذلك، المقصود ضوء أصفر، لأن الإدارة تفضل أن تجري العملية بتنسيق كبير مع واشنطن، وأن تخرج للتنفيذ فقط بعد انتهاء رسم الخرائط الذي تقوم به طواقم مشتركة ترسم بدقة المناطق التي ستدخل ضمن نطاق السيادة الجديد. هذا الموقف الداعم لتقدم مراقب وحذر لعملية فرض السيادة يكشف عن مخاوف تسود أوساطاً في الإدارة، في الأساس أجهزة الاستخبارات، بشأن التداعيات الإقليمية لفرض السيادة خلال شهرين، وتطلّعها إلى حبك الأطراف التي بقيت مفتوحة في خطة [السلام الأميركية].
  • من ناحية البيت الأبيض، هناك ميزة مركزية أُخرى لتأجيل موعد فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، من بداية الصيف إلى نهاية الخريف 2020. تطبيق المخطط من جانب إسرائيل بتأييد رئاسي علني عشية الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، يمكن أن يكون الحل الأمثل لترامب، وحافزاً مشجعاً بالنسبة إلى جمهور الإنجيليين الذي يشكل هدفاً له، والذي تؤيد أغلبيته الساحقة من دون تردد هذا المبدأ في صفقة القرن، ويؤيده كذلك جزء من الصوت اليهودي.
  • في ضوء الصراع الشديد الذي يخوضه الرئيس حالياً في مواجهة خصمه الديمقراطي جو بايدن، من المستحسن من ناحيته ترك هذا الحافز على الرف في المرحلة الحالية، وذلك للحؤول دون نشوء وضع يؤدي إلى تبدد تأثير إعلان فرض السيادة وانزياحه إلى هامش المسرح في يوم الامتحان الحقيقي بالنسبة إليه.
  • أخيراً - الضوء الأحمر. على الرغم من أن علاقة إسرائيل بالإدارة الأميركية وثيقة وبعيدة سنوات ضوئية عن فترة الأزمة الحادة التي كدرت علاقة رئيس الحكومة السابق إيهود باراك بالرئيس كلينتون في نهاية ولايته الثانية وأجبرته على إلغاء صفقة طائرات الفالكون مع الصين في ذلك الحين، رسم بومبيو خلال زيارته خطاً أحمر فاقعاً في المجال الصيني. في المجال العالمي، نشأت ظروف جيو -استراتيجية جديدة، تفرض حرصاً شديداً على عدم تخطي الخطوط الحمراء بشأن كل ما يتعلق بانتقال بنى تحتية وأرصدة استراتيجية وتكنولوجية ذات أهمية كبيرة، في المستقبل، إلى سيطرة العملاق الصيني.
  • النظام الدولي هو اليوم أمام فجر حرب باردة جديدة بين واشنطن وبيجين. الإعلان الإسرائيلي في الأمس بشأن نية إعادة درس دخول الصين في مشروع تحلية المياه في الجنوب يشير إلى سعي نتنياهو لتقليص احتمال الاحتكاك بالولايات المتحدة على هذا الصعيد.