حزب الله يعمق سيطرته ونفوذه في لبنان بعكس تقديرات العناصر الأمنية الإسرائيلية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • يمكن القول إن الأزمتين اللتين تجتاحان لبنان في هذه الأيام - أزمة فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية - تساعدان حزب الله على نحو كبير في تعميق سيطرته ونفوذه في هذا البلد، وفي تأكيد أنه لاعب لا يجوز تجاهله أو الالتفاف عليه، وذلك على خلفية تقدير عناصر أمنية إسرائيلية بأن الحزب يعاني التراجع، ولا سيما في إثر إعلان ألمانيا أنه منظمة إرهابية واحتمال أن تحذو فرنسا حذوها.
  • ويبدو أن أزمة كورونا منحت حزب الله فرصة لم يكن يحلم بها لتعظيم سمعته ومكانته. فقد نجح الحزب في إقامة منظومة طبية لا تخجل منها أي دولة تمتلك قدرات وأموالاً، تتألف من 4500 طبيب وطبيبة، وممرض وممرضة، ومساعدين إداريين، بالإضافة إلى 5000 متطوع، وأربعة مستشفيات، و450 سريراً طبياً، و32 مركزاً لتشخيص الإصابة بالفيروس، وأكثر من 50 سيارة إسعاف.
  • ولا بد من ذكر أن وزير الصحة اللبناني هو مندوب حزب الله، وميزانية وزارته لا تخضع لمراقبة مجلس الوزراء ولذا، فإن استغلالها ممكن من دون مضايقة من أحد، وهذا ما يفعله الحزب.
  • في بداية الأزمة تصرّف حزب الله كجهة رسمية، وقدم العلاج والمساعدة إلى عموم السكان. لكنه سرعان ما غيّر هذا التصرف وبدأ يتباهى علناً بأنه يعمل لمصلحة "مجتمع المقاومة"، وهو ما أثار غضب باقي الطوائف في لبنان عليه، والتي تشعر بأن أيديها مكبلة.
  • أمّا الأزمة الثانية، وهي الأزمة الاقتصادية القديمة - الجديدة، فإنها تشكل أرضية خصبة لحزب الله من أجل تعميق نفوذه في لبنان. وبعد أن نجح الحزب في إيقاف التظاهرات التي عمت البلد في الأشهر الأخيرة من خلال استعمال مجموعات بلطجيين تابعة له، ها هو الآن يطلق تهديدات جديدة في ضوء التظاهرات المتجددة ضد الوضع الاقتصادي الآخذ بالتدهور أكثر فأكثر، وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية، ونقص المواد الاستهلاكية الحيوية في الأسواق. وهو يحظى بدعم الرئيس اللبناني ميشال عون الذي يمتلك صلاحيات كثيرة.
  • إن المساعدة العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى الجيش اللبناني، من منطلق إيمانها بأنه الهيئة الوحيدة التي يمكنها أن تواجه حزب الله، لم تؤد حتى الآن إلى تحقيق النتائج المرجوة، وعملياً، فإن أي جهة في لبنان لا تستطيع وهي غير معنية بمواجهة مع حزب الله.
  • بناء على ذلك، يجب القول إن ما نشهده في الفترة الأخيرة هو تعاظم قوة ونفوذ حزب الله وليس تراجعهما كما تقول عناوين بعض وسائل الإعلام في إسرائيل. ويجب أن نأخذ في الاعتبار أيضاً أنه في حال اندلاع حرب مع إسرائيل في المستقبل، سيكون تحت تصرف الحزب، بالإضافة إلى تشكيلات المقاتلين الذين اكتسبوا تجربة عسكرية من ميادين القتال في سورية، منظومة طبية مهمة للمساعدة في علاج المصابين من صفوفه، أتاحتها له أزمة كورونا كما لو أنها هبة من السماء.