اختتم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مساء أمس (الأربعاء) زيارته إلى إسرائيل التي استمرت ثماني ساعات وبحث خلالها مع كبار المسؤولين العلاقات بين البلدين والتطورات الإقليمية، وخصوصاً البرنامج النووي الإيراني والمحاولات الإيرانية للتموضع عسكرياً في سورية ولبنان.
وأكد الوزير الأميركي في ختام الزيارة أن المحادثات كانت مثمرة، وشدّد على التزام بلاده ضمان أمن إسرائيل.
وعقد بومبيو خلال زيارته القصيرة هذه اجتماعين منفصلين مع كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب أزرق أبيض بني غانتس.
وأعرب نتنياهو في مستهل اجتماعه مع بومبيو عن تقديره الكبير لالتزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال دولة إسرائيل والعلاقات بين البلدين.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في ديوان رئاسة الحكومة إن أزمة فيروس كورونا احتلت محوراً مهماً في الاجتماع بين نتنياهو وبومبيو، كما احتل موضوع إيران وبرنامجها النووي المحور الثاني من الاجتماع، إذ ناقش الجانبان سبل الحد من نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط ومنعها من التوصل إلى إنتاج سلاح نووي، واحتلت خطة السلام الأميركية ["صفقة القرن"] المحور الثالث من النقاشات وجرى التطرّق إلى موضوع فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق من الضفة الغربية.
وناقش الاجتماع بين بومبيو وغانتس الذي عُقد في مقر السفارة الأميركية في مدينة القدس، آخر التطورات في المنطقة من خلال التركيز على الخطوات التي تقوم بها إيران بشأن مشروعها النووي ومحاولتها التموضع في سورية ولبنان. كما بحث الجانبان خطة الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، والجهود الإسرائيلية الأميركية المشتركة في مواجهة كورونا، والمساعي للتوصل إلى لقاح لهذا الوباء. وأعرب غانتس عن شكره لوقوف الولايات المتحدة الدائم إلى جانب إسرائيل وجهود واشنطن غير المحدودة للتوصل إلى سلام في المنطقة.
كما عقد بومبيو اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين آخرين، بينهم وزير الخارجية في الحكومة الجديدة غابي أشكنازي، ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين. وتناولت هذه الاجتماعات موضوع إيران وخطة ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية وأزمة فيروس كورونا.
وكان بومبيو أكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام فور وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وأن الولايات المتحدة تدعم هذا الحق، وأشار إلى أن مباحثاته مع نتنياهو ستتمحور حول التصدي لوباء كورونا، والتصدي لإيران، وفرص تحقيق خطة ترامب للسلام.
وقبيل الاجتماع مع نتنياهو، اتهم بومبيو في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيران باستخدام مواردها من أجل بث الرعب في وقت يعاني شعبها من أزمة صحية واقتصادية مدمرة.
وقال نتنياهو في المؤتمر الصحافي المشترك إن حكومة الوحدة التي سيتم تنصيبها في إسرائيل اليوم (الخميس) هي فرصة لتعزيز السلام والأمن على أساس التفاهمات التي توصل إليها مع الرئيس الأميركي ترامب خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في كانون الثاني/ يناير الفائت.
وخاطب نتنياهو بومبيو قائلاً: "إن وصولك إلى هنا شهادة على قوة التحالف مع الولايات المتحدة والتزامك نحو دولة إسرائيل. لدينا الكثير لنتحدث عنه بشأن تعزيز تعاوننا في مكافحة فيروس كورونا، لكن هناك وباء آخر في منطقتنا، وهو العدوان والإرهاب الإيرانيين. أود أن أعرب عن تقديري لموقف رئيسكم والإدارة الأميركية في الاتفاق النووي وما تلاه من حظر أسلحة على إيران التي لا توقف عدوانها على إسرائيل وأميركا في المنطقة للحظة."