فرص ومخاطر: وزارة الخارجية تستعد – هكذا سيبدو العالم بعد كورونا
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • وثيقة داخلية كتبتها شعبة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية ترسم مستقبلاً كئيباً للعالم كنتيجة لأزمة الكورونا. مع ذلك، هناك عنصر تفاؤلي - إسرائيل تحديداً، يمكن أن تعزز أكثر مكانتها وعلاقاتها السياسية والاقتصادية كنتيجة للأزمة.
  • الوثيقة وضعها أكثر من 20 دبلوماسياً وخبيراً في وزارة الخارجية في الشهر الماضي. وأُرسلت إلى أطراف كثيرة لدراستها في الأقسام المتعددة للوزارة، وأدخلت عليها تنقيحات وتحسينات. تولى رئاسة المشروع أورون أنوليك، رئيس شعبة التخطيط السياسي، الذي عرض النتائج على كل من وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس ومدير عام الوزارة يوفال روتام.
  • في حديث مع "يسرائيل هَيوم"، شدد أنوليك على أن المقصود ليس، لأن توقعات الأزمة لا تزال في ذروتها: "الأمور تتغير كل يوم، ومن المهم القول إننا لا نعرف قط المستقبل. هذه الورقة لا تزال تتغير كل يوم، وهي فقط تعكس تقديراتنا حيال واقع لم يشهد العالم مثله. وفيها تساؤلات أكثر من إجابات."
  • في مركز الوثيقة هناك التقدير بأن القرية العالمية المفتوحة والتجارة الحرة بصورة مطلقة لن تبقيا كذلك بعد الكورونا. العالم يسير نحو أزمة اقتصادية تذكّر في حجمها بالانهيار الكبير في نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات من القرن الماضي. الناتج المحلي الصافي العالمي انخفض بـ12% ومن المتوقع استمرار هذا الانخفاض، مع معدلات بطالة هائلة في الولايات المتحدة وفي أماكن أُخرى. ومن المتوقع أن تؤدي الأزمة الاقتصادية العالمية، من بين أمور أُخرى، إلى انخفاض الطلب على الغاز، وبذلك المسّ بفرع تصدير مركزي كانت إسرائيل تنوي الاعتماد عليه في السنوات المقبلة.
  • من المتوقع أن تترافق الأزمة الاقتصادية مع منافسة قوية بين الدول، وخصوصاً على الموارد في المجال الصحي. الطلب العالمي الهائل على المستلزمات الطبية، كما تجلى منذ نشوب الأزمة، من المتوقع أيضاً أن يستمر، وأن يزيد في التوترات الدولية.
  • في وزارة الخارجية يعتقدون أن تشابك هذه التوترات مع الأزمة الاقتصادية وشلل عالم الطيران، سيؤدي إلى قواعد لعبة جديدة بشأن كل ما له علاقة بالتجارة العالمية. وبحسب الوثيقة، التجارة الحرة كما هي معروفة اليوم ستتغير نحو سياسة انطواء الدول. ومن المتوقع أن تعود الدول إلى بناء سلاسل إنتاج وإمداد محلية، وخصوصاً في مجالات حساسة للأمن القومي، على الرغم من ارتفاع التكلفة الاقتصادية الناجمة عن ذلك. من المعقول الافتراض أن تقوم دول باتخاذ خطوات لتقييد تصدير مكونات حساسة، مثل المعدات الطبية، من خلال فرض رسوم وقيود أُخرى على التصدير والاستيراد.
  • في وزارة الخارجية يرون أزمة كورونا كمسرّع لعملية صعود الصين كقوة دولية عظمى. وعلى الرغم من أن فيروس الكورونا جاء من الصين، فقد خرجت بيجين منه أقوى مما كانت عليه لكونها أول من تعافى من الأزمة، مما يمنحها موقعاً متفوقاً مقارنة بالولايات المتحدة. كذلك، المساعدة الدولية التي تقدمها الصين إلى الدول المصابة، وغياب الرغبة الأميركية في أداء دور الشرطي الدولي، يحسّن من مكانة الصينيين مقارنة بالأميركيين.
  • يحذرون في وزارة الخارجية من أن هذا التغيير في موازين علاقات القوى بين الولايات المتحدة والصين، من المتوقع أن يزيد أكثر التوترات الكبيرة الموجودة بينهما حالياً. تشير الوثيقة إلى أنه في فترة استقطاب سياسي قوي في الولايات المتحدة، فإن الحاجة إلى الدفاع في مواجهة الصين هي الموضوع الوحيد الذي تُجمع عليه أجزاء المنظومة السياسية الأميركية كلها. وتشدد الوثيقة على أنه يتعين على إسرائيل الاستمرار في السياسة المعتمدة حالياً، من خلال المحافظة على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة كمصلحة عليا، واستغلال الفرص الاقتصادية وغيرها مع الصين.

شرق أوسط جديد

  • مكان آخر يمكن أن تؤدي الكورونا إلى نشوء اضطرابات فيه هو الشرق الأوسط. تحذر الوثيقة من أن "دول السلام" (الأردن ومصر) اللتين تعانيان وضعاً اقتصادياً صعباً يمكن أن يصيبهما عدم استقرار. بالإضافة إلى ذلك، يثار التخوف من أن إيران التي تحطم الكورونا بقايا اقتصادها يمكن أن تقفز إلى تطوير سلاح نووي، للمحافظة على بقاء النظام. كذلك يثار التخوف من أن تدفع الأزمة العالمية إلى نمو تنظيمات إرهابية متطرفة، مثل داعش والقاعدة.
  • بالنسبة إلى عدم الاستقرار العالمي، تتوقع وزارة الخارجية زيادة عالمية على الطلب على منتوجات الهاي تك، وخصوصاً تلك التي تتعلق بالإدارة عن بعد، والمشاهدة عن بعد. في هذا المجال تفتح الأزمة أمام إسرائيل الكثير من الفرص، بسبب صناعة التكنولوجيا المتقدمة المتطورة جداً والمبتكرة التي لديها.
  • يضاف إلى ذلك، مرونة السوق الإسرائيلية وقدرتها على تكييف نفسها مع أوضاع جديدة، والاستخدام الذي سبق أن جرى في إسرائيل للداتا الكبيرة [Big Data]، والمؤهلات الإسرائيلية لاستخدام التكنولوجيا لمحاربة الفيروس، من دون انتهاك كبير لحقوق الفرد - كل ذلك يمكن أن يحوّل إسرائيل إلى مركز جذب.
  • "هناك دول تشجّع الابتكارات، كما إسرائيل، ولديها القدرة في مجال الإدارة عن بُعد، وموجودة في الساحة التكنولوجية للعالم، لديها ما تقترحه"، يشدد أنوليك.
  • وزير الخارجية يسرائيل كاتس قال بعد الاطلاع على الوثيقة إن "تأثير الوباء في العالم كله سيؤثر أيضاً في دولة إسرائيل، ويتعين علينا أن نكون مستعدين لهذه التغييرات، ونحاول توقّعها والاستعداد لها."
  • مدير عام وزارة الخارجية يوفال روتام قال: "نحن نعيش في عالم من عدم اليقين، لذا يجب أن نكون حذرين إزاء التوقعات. لكن العالم المقبل سيكون فيه المال الفردي والحكومي أقل مما كان قبل الأزمة. هذا النقص سيؤثر في المجتمع وفي السياسة. وهذا التغيير لن تنجو منه إسرائيل. نحن في وزارة الخارجية نتعلم مما يجري فعله في العالم، وبدأنا حواراً مع عدد من الدول لتقدير ما سيحدث."