ماذا يريد نتنياهو؟ حتى في الليكود لا يعرفون ماذا يريد
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- مدة الـ28 يوماً التي أُعطيت لبني غانتس انتهت من دون حكومة. لا برئاسته ولا برئاسة خصمه أيضاً. لقد كان واضحاً منذ البداية لكل إنسان عاقل أن سيناريو إجراء مفاوضات سريعة وموضوعية وبروحية حسنة، بين حزب أزرق أبيض والليكود، وتأليف حكومة، لم يكن على الإطلاق موجوداً فعلياً. حالياً، يجد أعضاء الحزبين صعوبة في معرفة ما يسعى إليه نتنياهو: هل يسعى إلى حكومة ضيقة تعتمد على اثنين من المنشقين عن أحزابهم وأكثر؛ أم حكومة واسعة بشروط محسنة؛ أو انتخابات رابعة.
- من الواضح على ماذا سيرفض التوقيع: على صيغة مناوبة تشمل تشريعاً، هدفها إحكام موعد تركه منصبه. على الرغم من أن هذا يجب أن يكون أساساً في أي اتفاق مداورة، فإن قلقاً آخر قد تسلل إلى سلة بارانويا نتنياهو المثقلة، وهو: أن تسمح له المحكمة الإسرائيلية العليا بتأليف حكومة، وفوراً بعد أداء اليمين المزدوج، تعلن المحكمة أنه غير مؤهل لتولي منصب رئيس حكومة، ويحصل غانتس على ثلاث سنوات كاملة.
- كما هو معلوم، هذا البند كان متفقاً عليه بين الطرفين. الفارق أنه كان في الجولة السابقة نظرياً، الآن أصبح الزواج واقعياً، وعلى ما يبدو، العريس شعر بالخوف. وبينما هو محجور في مقر الحكومة، ويشعر بأن كل أيام الأسبوع هي أشبه بيوم السبت، والابن والزوجة لا يتوقفان عن تأجيج مخاوفه، يبدو أن ما حدث أمر لا مفر منه.
- هذه الانعطافة المهزلة التي ظهرت في نهاية العيد، تنضم إلى الانسحاب الذي حدث قبل بدايته بشأن مسألة لجنة تعيين قضاة. وهكذا، خطوة بعد خطوة، يدوس على المبادىء الأساسية للزواج المنتظر في مواجهة شريك صغير وضعيف.
- من غير الضروري أن نعود ونذكّر غانتس وأشكينازي بما قيل قبل تفكيك أزرق أبيض، وبما حذرهما منه أفيغدور ليبرمان، ودان مريدور، وإيهود باراك، وآخرون: الاحتيال وخيانة الأمانة ليسا بندين عُرفا عنه فقط في لائحة الاتهام المثقلة ضد نتنياهو، بل هما بالنسبة إليه طريقة حياة.
- قرار رئيس الدولة عدم الاستجابة إلى طلب غانتس تمديد التفويض المعطى له، وأيضاً عدم تحويله إلى نتنياهو مدة 28 يوماً إضافية، هدفه التقليل قليلاً من معاناة الشعب اليهودي. تفويض غانتس لم يعد ذا صلة. لا يوجد وراءه 61 مؤيداً لتكليفه- وهو عموماً يسعى لحكومة برئاسة شخص آخر. ونظراً إلى أنه ليس لدى نتنياهو العدد السحري، نرجو من السادة المحترمين التوقف عن إرباك الرأي العام وخداعه.
- لقد تبين لاحقاً أن "حالة الطوارئ" هي ذريعة أُخرى من نتنياهو، وربما من الأجدى فعلاً أن يروا أن موعد الانتخابات يقترب، وأن يتوصلوا إلى قرار. وهذا يجب أن يحدث خلال 21 يوماً، الوقت المعطى للكنيست كله لبلورة ائتلاف حكومي - أو حل نفسه والمضي في الطريق إلى انتخابات. فقط عندما يكون السيف على الرقبة، نفهم أين نحن موجودون - هل يريد نتنياهو انتخابات، هل سيدخل في حكومة مع غانتس على الرغم من كل شيء، أو سيحقق رغبته الحقيقية- سرقة مقاعد وتأليف حكومة ضيقة، يقدمها كحكومة أحلامه "قومية صهيونية".
- الطلب الذي نقله زعماء بلوك اليمين - الحريدي إلى ريفلين – نقل التفويض إلى نتنياهو - مرفوض: لديه فقط 59 عضواً يوصون به، وقد رأينا ماذا فعل مع 65 عضواً أوصوا به (في نيسان/أبريل)، أو مع 60 (في أيلول/سبتمبر). لا شيء، لم يفعل شيئاً.
- كلمة أخيرة عن أورلي ليفي أباكسيس. في الإعلان المنافق الذي نشرته أمس على وسائل التواصل الاجتماعي، استكملت عملية الخداع وخيانة الثقة، ونقلت حفنة كبيرة من الأصوات التي صوتت لتحالف حزب العمل إلى نتنياهو. ليفي أباكسيس هي مثل القروش التي لا تكمل لنتنياهو الليرة، وما دام هذا هو الوضع، فإن كل وعد أُعطي لها يوازي تماماً الوعود المثيرة للشفقة التي أعطتها لناخبيها، قبل سرقة أصواتهم.