لا تدعوا الكورونا تنسينا المشروع النووي الإيراني
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • على الرغم من الكارثة التي تواجهها إيران على خلفية تفشي وباء الكورونا، فإنها تواصل توسيع مشروعها النووي. النظام يستغل تركيز العالم على محاربة الفيروس، والمصاعب التي يراكمها الوباء على قدرات الوكالة الدولية للطاقة النووية للقيام بعمليات الرقابة في بلاده.
  • مؤخراً، أعلنت إيران بذل مجهود "على مدار الساعة"، لاستكمال تطوير وتشغيل أجهزة طرد مركزية متطورة استعداداً لـ"اليوم النووي الوطني" الذي يحل في 8 نيسان/أبريل.
  • في المقابل، أفادت الوكالة الدولية للطاقة النووية أن طهران تعمق انتهاكها للاتفاق النووي: لقد زادت مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة (إلى 1020 كيلوغراماً) وشغّلت ستة أجهزة طرد مركزي في المنشأة المحصنة في فوردو.
  • المشروع النووي الإيراني وتوسيعه يشكلان تهديداً لإسرائيل لا يمكن التوقف عن معالجته. ويجب على الحكومة الجديدة أن تعطيه أولوية عليا، بالإضافة إلى محاربة الكورونا، وخصوصاً على خلفية الإحساس بأن إسرائيل ركزت أكثر في السنة الأخيرة على كبح تمركز إيران في سورية بصورة خاصة، وفي المنطقة بصورة عامة.
  • خبراء ومسؤولون في الإدارة الأميركية وفي إسرائيل يرون أن الأزمة الخطيرة التي تعانيها إيران تشكل فرصة، لكنهم يختلفون بشأن طريقة استغلالها: هناك مَن يدعو إلى زيادة الضغط على النظام حتى انهياره، وآخرون يرون أنه من خلال التخفيف من العقوبات أو موافقة أميركية على السماح لصندوق النقد الدولي بمساعدة إيران، يمكن تمهيد الطريق للعودة إلى حوار معها.
  • لا تستطيع إسرائيل بناء استراتيجيتها على هدف تغيير النظام في طهران. وذلك بسبب قوته الداخلية التي تأكدت المرة تلو الأُخرى منذ الثورة، أو في ظل ضعف حركة الاحتجاج في إيران التي تعاني انقساماً عميقاً. وحتى مع حدوث سيناريو انهيار النظام، فإنه على سبيل المثال، يمكن أن يأتي حكم متشدد بقيادة الحرس الثوري، لن يكون أقل التزاماً بالمشروع النووي.
  • علاوة على ذلك، السعي لإسقاط النظام الإيراني يزيد فقط من إصراره على التزود بسلاح نووي كضمانة لبقائه، وتمسكه برفضه العودة إلى طاولة المفاوضات. التركيز على هذا التوجه في العمل من المتوقع أن يؤدي إلى طريق مسدود، وأن يعيد إسرائيل، بالتدريج، إلى وضع يتحول فيه الخيار العسكري الكثير المخاطر والأُثمان إلى البديل الوحيد من أجل وقف تقدم إيران نحو سلاح نووي.
  • يتعين على إسرائيل أن تستيقظ من وهم أن الولايات المتحدة ستقوم بالعمل من أجلها وتمنع بالقوة إيران من الحصول على سلاح نووي. في سيناريو تغيّر الإدارة، يمكن أن تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق مع كل عيوبه الخطيرة، كما تعهد المرشحون الديمقراطيون على الرئاسة.
  • وحتى لو جرى انتخاب دونالد ترامب لولاية ثانية، ليس هناك ضمانة بأنه سيكون مستعداً لأن يستخدم القوة ضد إيران. على الرغم من تصريحاته، ننصح بتذكر نفوره من الحروب في الشرق الأوسط، الذي هو محط إجماع، ربما هو الوحيد في النظام الأميركي المنقسم. علاوة على ذلك، بينما لا تستطيع إسرائيل تحمّل إيران نووية، فإن الولايات المتحدة قادرة على التعايش مع مثل هذه الحقيقة كما قبلت تهديداً نووياً أكثر مباشرة بالنسبة إليها، هو تهديد كوريا الشمالية.
  • في الخلاصة، تستطيع إسرائيل دفع الولايات المتحدة نحو استغلال أزمة الكورونا لمحاولة إعادة إيران إلى التحاور. وفي حال سيناريو عودة المفاوضات، ولو بصورة غير مباشرة، من الصواب تركيز العقوبات على المجال النووي فقط، والامتناع من تحديد أهداف شاملة ستعتبرها طهران غطاء لتغيير النظام.
  • وبدلاً من حرمان إيران حقها في تخصيب اليورانيوم بأي درجة كانت (واحدة من النقاط الـ12 لوزير الخارجية بومبيو)، ننصح بمطالبة الولايات المتحدة باستخدام دبلوماسية خلاقة بهدف تصحيح العيوب الجوهرية في الاتفاق النووي، وفي مقدمها بنود تتعلق بفترة انتهاء الاتفاق، وحقوق الرقابة والرصد للوكالة الدولية للطاقة النووية.