لماذا فقط في المناطق المحتلة؟ حان الوقت للحكم العسكري في إسرائيل أيضاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • كما وعد بنيامين نتنياهو، إسرائيل اخترعت علاجاً للكورونا. ليس المقصود لقاحاً خارقاً، أو دواء كيميائياً لعلاج المرضى، بل "فقط" منع انتشار الوباء، لكن هذا أيضاً كثير. الجيش الإسرائيلي دخل إلى العمل، والآن سيكون كل شيء على ما يرام.
  • الجيش الإسرائيلي يقوم بما تعلم القيام به طوال 53 عاماً من الاحتلال. بداية احتل بني براك، لاحقاً قد يسيطر على مئة شعاريم [حي في القدس يسكنه الحريديم]، ومنذ اليوم سيفرض أيضاً إغلاق البلد كلها.
  • دعوا وزارة الدفاع تنتصر، يطالب وزير الدفاع نفتالي بينت، أحضروا لنا كباركم في السن وأطفالكم والحريديم ورافضي الحجر. أوكلوا إلينا كل المواطنين، والجيش سيقوم بما يجب فعله. هو يعرف كيف وأين يضع الحواجز، وكيف يدقق في الهويات للتأكد من عناوين اليهود الذين يحاولون التسلل إلى مناطق ممنوعة؛ بل هو حتى سارع إلى تزويد جنوده بورقة تهاني وأوامر أساسية بلغة الييديش [مزيج من عبرية قديمة وألمانية يستخدمها الحريديم فيما بينهم]، مثل الدفتر الصغير لكل طاقم جنود على حاجز في الضفة. لاحقاً، عندما تمتلىء الفنادق بمرضى الكورونا، ربما سيُنقل سكان دور العجزة والمساكن المحصنة في شاحنات إلى منشأة "حولوت" [منشأة اعتقال موقتة أُعدت لتوقيف المهاجرين غير الشرعيين إلى إسرائيل] من أجل حجر كامل.
  • الثالوث المقدس - المؤلف من الموساد كمسؤول عن التزويد بمعدات "مستعارة" من جميع أنحاء العالم؛ والشاباك الذي حصل على أكبر مخزون للمعلومات في إسرائيل لتحديد مكان وجود كل واحد منا؛ والجيش الذي يفرض حكماً عسكرياً على الأرض- هو حالياً الآمر السيد الذي يعمل بموجب صلاحيات قوانين الطوارىء. إنها مرحلة موقتة فقط ولن تستمر عشرات السنوات (على الأقل هذا ما نأمله).
  • مع انتهاء الكورونا، سيعود الجنود إلى قواعدهم، والمؤسسات المدنية ستقوم بعملها مجدداً، لكن في هذه الأثناء، من المهم خلق وهم تحمّل المسؤولية والشعور بالأمان اللذين يشيعهما تدخّل الجيش.
  • كم هو سهل الإنجراف إلى الإحساس بالشعور بالأمان الذي يخلقه تدخّل الجيش في إدارة الشؤون الداخلية للدولة. كم هو طبيعي استخدام القوة العسكرية لإسرائيل ضد الإرهاب البيولوجي الذي يمارسه الكورونا، وكم هو عميق الشعور بالإحباط من إخفاق وزارة الصحة، ووزارة العمل والرفاه ورئيس الحكومة - هكذا يبدو الجيش الإسرائيلي بأنه المخرج المنطقي لكل أمراض الدولة. من يهمه بعد الآن مَن الذي يعالج تفشي المرض، الأساس هو الإيمان بأن هناك من يتحمل المسؤولية.
  • لكن هنا تكمن الخديعة والمظهر الخطر. ليس لدى الجيش الإسرائيلي خبرة في معالجة الأوبئة، ولا يملك الأدوات والأطقم والمعرفة التي تملكها المؤسسات المدنية مهما كانت رديئة، وهو أعمى حيال أي اعتبار اقتصادي، واجتماعي أو ديمقراطي. مؤهلاته في فرض إغلاق أو في توزيع المواد الغذائية يمكن أن يُنظر إليها بأنها قادرة على الحلول محل العلاجات الطبية الضرورية وباقي وزارات الحكومة. فعلاً، في الفترة التي تطلق الكورونا فيها الحرية لكل توجيه أعوج، لتحرير مذعور ومنفلت العقال للميزانيات، ولحرب سياسية على المكانة والأنا -يبدو الحكم العسكري وكأنه هو الأمر المطلوب.
  • أليس هذا غير ديمقراطي ويمس بالقانون؟ ليذهب كل شيء إلى الجحيم، لدينا كورونا فوق رأسنا. كل شيء مباح. وإذا كنتم تستخدمون الجيش للحد من الكورونا، فإنكم تستطيعون في المستقبل استخدامه لتفريق التظاهرات أو لاعتقال معارضي السلطة.