الأسبوع الحالي حمل مؤشرات إلى عودة التحديات الأمنية المعروفة وإن بصورة زاحفة
تاريخ المقال
المصدر
- يمكن القول إنه منذ انفجار أزمة فيروس كورونا في العالم، فإن الهدوء الأمني الذي يسود الجبهات المتعددة يكاد أن يكون غير مسبوق تقريباً. وتم اختراقه هذا الأسبوع بواسطة الهجوم في الأراضي السورية الذي نُسب إلى إسرائيل.
- وحاولت إسرائيل في الآونة الأخيرة أن تنأى بنفسها عن كل ما يتعلق بمثل هذه الهجمات، ويمكن الافتراض أنه تم إسقاط مواقع من بنك الأهداف في سورية كانت تُعدّ في السابق بمثابة غايات للهجوم. وكانت الفكرة الواقفة وراء ذلك هي العمل فقط في مقابل ما هو مُلح ومهم. ويبدو أن هدف الهجوم الأخير المنسوب إلى إسرائيل كان كذلك، وكان لا بد من المخاطرة في سبيل استهدافه.
- كما يبدو أنه ليست السياسة الإسرائيلية فقط كانت منضبطة جرّاء أزمة فيروس كورونا في العالم، إنما أيضاً الجانب الآخر كان أقل فاعلية خلال الشهر الأخير. وذكرت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش أن نشاطات التموضع العسكري الإيراني في سورية وتعاظم قوة حزب الله هدأت مؤخراً. ويظهر أن دول المنطقة والمنظمات "الإرهابية" مشغولة بالكورونا، وأن العدو الجديد المشترك للجميع أزاح جانباً الأعداء القدامى.
- غير أن الواقع الأمني في منطقتنا يبقى هشاً. وحمل الأسبوع الحالي مؤشرات إلى عودة التحديات الأمنية المعروفة وإن بصورة زاحفة. والبرهان على ذلك هو قيام حزب الله بإطلاق طائرة شراعية مسيّرة سقطت في الأراضي الإسرائيلية، وإطلاق صاروخ من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، بعد شهر من الهدوء شبه المطلق في الجبهة الجنوبية.
- ويؤكد مسؤولون كبار في قيادة الجيش الإسرائيلي أنهم بدأوا بتشخيص تهديدات عينية ودائمة في جبهات متعددة. والافتراض السائد هو أن الأحداث الأمنية في هذه الجبهات ستعود إلى نطاقها المعروف بمرور الوقت، ولدى قرب الانتهاء من مواجهة فيروس كورونا.