إقصاء وإهانة أعضاء الكنيست العرب تهديد للأمن القومي في إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • لا شك في أن حق المساواة في الحقوق محفوظ لكل مواطن في إسرائيل، بما في ذلك المجتمع العربي. لكن هذا المقال يتناول جانباً واحداً من الموضوع، هو الجانب المتعلق بوباء الكورونا. فقد نشرت وسائل إعلام قبل عدة أيام أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التقى طواقم طبية عربية من أجل تجنيدها لإقناع المجتمع العربي في إسرائيل بتنفيذ التعليمات المطلوبة في كل ما يتعلق بتحاشي أخطار فيروس الكورونا. وأقدّر أن ضيوف رئيس الحكومة استجابوا لطلبه برحابة صدر.
  • ولم تُشر وسائل الإعلام إلى ما إذا كان رئيس الحكومة استغل فرصة هذا اللقاء لتوجيه الشكر إلى مواطني الدولة العرب على مساهمتهم الحيوية التي لا مثيل لها في الكفاح الوطني ضد تفشي الكورونا.
  • يمكن التقدير أن المجموعة التي التقت نتنياهو هي جزء صغير من جمهور واسع من العرب الذين يعملون في جهاز الصحة الإسرائيلي في وظائف متعددة في أرجاء الدولة، وبينهم من يشغلون وظائف مديري مستشفيات وعيادات تابعة لـ"صندوق المرضى"، وأطباء كبار في مجالات الجراحة وأمراض القلب والسرطان وغيرها.
  • هناك أيضاً آلاف الممرضات من العرب وآلاف العمال والعاملات في الصيانة والنظافة. ويوجد للعرب في إسرائيل حضور كبير في مجال الصيدلة، فمعظم الصيادلة في منطقة تل أبيب - يافا ومحيطها مثلاً هم من العرب. وفي الكنيست هناك فقط عضوا كنيست طبيبان، أحدهما هو أحمد الطيبي الذي أنهى دراسة الطب بامتياز في الجامعة العبرية في القدس.
  • يمكن الافتراض أن معظم المواطنين العرب في إسرائيل صوّت للقائمة المشتركة. وفي الوقت الحالي، المطلوب التضامن مع جميع مواطني الدولة وممثليهم في الكنيست. بناء على ذلك، فإن إقصاء وإهانة أعضاء الكنيست العرب هما بمثابة تهديد للأمن القومي في إسرائيل.
  • إن جهاز الصحة في إسرائيل يعتمد اليوم بصورة رئيسية على العرب الذين يعملون فيه. ولو أن آلاف الأطباء والصيادلة والممرضات وعمال الصحة العرب الآخرين جلسوا في البيوت، لكان هذا الجهاز انهار بالكامل ولما كان هناك أي احتمال لإنقاذه.
  • ولا بد من أن نشير إلى أنه حتى قبل انتشار الوباء الحالي عمل الأطباء، بمن في ذلك العرب، في ظروف غير إنسانية نتيجة وجود نقص كبير في القوة البشرية. كما أن العبء الكبير على الأطباء الذي يحتاج إلى ساعات عمل طويلة أدى في السنة الأخيرة بالأطباء إلى تطرّف أوضاع التوتر، إلى درجة حدوث حالات انتحار. ويتبين من بعض الشهادات أن التوتر في العمل كان السبب الرئيسي لحدوث هذه المآسي.
  • إن محاولة الفصل بين الجمهور العربي الواسع وبين ممثليه في الكنيست مصيرها الفشل. والانتخابات التي فُرضت على الجمهور ثلاث مرات في السنة الأخيرة زادت بنسبة كبيرة تمثيل العرب في الكنيست. وفي كل مرة زادت نسبة التصويت في المجتمع العربي. ومَن يرفض أعضاء الكنيست العرب فهو أيضاً يرفض مؤيديهم، بمن فيهم الأطباء الذين ينقذون الآن حياة الإسرائيليين، اليهود والعرب والدروز على حد سواء. هذا الرفض بحد ذاته هو وصمة عار، فضلاً عن كونه أشبه بإطلاق النار على القدم في وقت مصيري للغاية يستلزم النأي عن كل ما من شأنه أن يعمق أي شروخ داخلية في إسرائيل.