أقوال بيرني ساندرز تعكس الروح الجديدة التي تهب على الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • وجّه المرشح الأوفر حظاً في الحزب الديمقراطي الأميركي بيرني ساندرز أول أمس (الثلاثاء) رسالة مهمة إلى إسرائيل، ويجدر بهذه الأخيرة أن تنصت إليها. ففي المناظرة التلفزيونية العاشرة بين المتنافسين على منصب مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة الأميركية، وصف ساندرز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه "عنصري ورجعي". وملأ زملاؤه أفواههم ماء.
  • وقال ساندرز إنه في حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، سيفكر في إعادة السفارة الأميركية من القدس إلى تل أبيب، وتعهد الدفاع عن أمن إسرائيل، لكنه في الوقت عينه لم يتغاض عن معاناة الفلسطينيين.
  • لا شك في أن أقوال ساندرز هذه تعكس الروح الجديدة التي تهب على حزبه، الذي كان لسنوات طويلة بمثابة بيت للجالية اليهودية في الولايات المتحدة، ومن شأنها أن تشجع كل مناصر للسلام والعدالة في إسرائيل. وبعد سنوات من الاكتفاء بضريبة كلامية ضد المستوطنات، والتأييد العملي للاحتلال ولمعظم عمليات إسرائيل الحربية، تصدر عن ساندرز أصوات تدغدغ أسماع كل من يؤمن بأنه لن يحدث أي تغيير من دون نشاط حازم من طرف واشنطن، بما في ذلك رهن استمرار المساعدات المالية بشرط تغيير سياسة إسرائيل.
  • مع ذلك، من الصعب التغاضي عن حقيقة أن سياسياً يمكن أن يصل إلى البيت الأبيض يصف رئيس الحكومة الإٍسرائيلية بأنه "عنصري ورجعي"، ولا يخرج أي شخص من الحزب الديمقراطي للدفاع عنه. وهذه هي النتيجة الكئيبة، ليس فقط للاحتلال الإسرائيلي الذي لم يبدأه نتنياهو، بل أيضاً لسياسة رئيس الحكومة الأحادية في الولايات المتحدة. فقد قام نتنياهو بقذف كل كراته في ملعب الحزب الجمهوري وإدارة الرئيس دونالد ترامب خصوصاً، من خلال الدوس على تقليد الحفاظ على علاقات جيدة مع الحزبين. وحان الآن وقت دفع الحساب. كما تسبب نتنياهو الذي يتباهى صباح ومساء بعلاقاته الوثيقة مع الإدارة الأميركية، بحفر هوة عميقة مقلقة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي، الصديق التقليدي لإسرائيل في واشنطن.

إن ساندرز صديق لإسرائيل. فهو يتباهي بيهوديته ويعلن أنه سيحرص على سلام الدولة وأمنها. وصوته هو الصوت الجديد لحزبه، ويمكن أن يصل إلى البيت الأبيض. ومن أجل تجنب الدرك الذي تدهورت فيه إسرائيل في علاقاتها مع من يُحتمل أن يكون الزعيم الأهم في العالم يجب تغيير بنيامين نتنياهو في الانتخابات العامة التي ستجري يوم الاثنين المقبل. 

 

المزيد ضمن العدد 3267