نتنياهو يعلن رفع القيود المفروضة على البناء في موقع خارج الخط الأخضر في القدس سيتسبب بعزل أحياء عربية عن الضفة الغربية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه قرّر رفع القيود المفروضة على البناء في حي [مستوطنة] "غفعات همتوس" في القدس الشرقية، وأشار إلى أنه ستتم إقامة 3000 وحدة سكنية للسكان اليهود هناك بالإضافة إلى إقامة 2200 وحدة سكنية أُخرى لليهود في حي "هار حوما" [جبل أبو غنيم] المجاور.

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال جولة قام بها في "هار حوما" برفقة رئيس بلدية القدس موشيه ليئون ووزير السياحة ياريف ليفين أمس (الخميس)، أنه بالإضافة إلى 2200 وحدة سكنية وافق عليها في الحي الذي خلفه و3000 وحدة سكنية في "غفعات همتوس"، وافق أيضاً على إقامة 1000 وحدة سكنية للفلسطينيين في حي بيت صفافا.

وقالت مصادر في ديوان رئاسة الحكومة في القدس إن لجنة التخطيط اللوائية لبلدية القدس ستلتئم يوم الخميس المقبل لدفع خطة البناء هذه إلى الأمام.

وأكد رئيس الحكومة أنه يسعى لتوحيد جميع أجزاء القدس.

ولأول مرة اعترف نتنياهو علناً بأنه قام بتجميد خطة للبناء في "غفعات همتوس" قبل 8 سنوات، وأوضح أنه تعرض لضغط هائل من دول في الخارج لعدم البناء هناك.

وتم تقديم خطة البناء في "غفعات همتوس" سنة 2012، وجوبهت بإدانة واسعة النطاق من طرف المجتمع الدولي بسبب عزلها أحياء عربية في القدس الشرقية عن الضفة الغربية بطريقة تحبط حل الدولتين الذي يعتمد على خطوط ما قبل 1967.

ورحب رئيس بلدية القدس موشيه ليئون بالخطة، وقال إنها تنطوي على بشرى كبيرة لسكان المدينة وخصوصاً للأزواج الشباب. 

في المقابل، قالت منظمة "السلام الآن" إن خطة البناء هذه ستمنع قيام دولة فلسطينية ذات امتداد جغرافي في المستقبل، ووصفت الخطة بأنها مناورة انتخابية من طرف رئيس الحكومة.

وأشارت "السلام الآن" في بيان صادر عنها إلى أن "غفعات همتوس" هي النقطة الأخيرة التي يمكن أن تتيح التواصل الجغرافي بين بيت لحم والقدس الشرقية، وإذا تم بناء الحي فلن يكون من الممكن ربط المدينتين.

وشجب الناطق بلسان السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إعلان نتنياهو خطة البناء خارج الخط الأخضر في القدس، ورأى أن هذا القرار يشكل تدميراً ممنهجاً لحل الدولتين بهدف إفساح المجال لتطبيق "صفقة القرن".

وأضاف أبو ردينة أن محاولة نتنياهو لكسب أصوات اليمين الإسرائيلي عشية الانتخابات على حساب الحقوق الفلسطينية لن تجلب السلام والاستقرار لأحد وستجر المنطقة إلى مزيد من التوتر والعنف لا يمكن لأحد توقع نتائجه.

واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية خلال لقاء عقده مع وزيرة خارجية النرويج إيني ماري أريكسن في رام الله عصر أمس، أن "صفقة القرن" هي بمثابة إملاءات ليست قابلة للنقاش وأكد أن الولايات المتحدة لن تجد شريكاً لها من أجل تطبيقها.

يُذكر أن إعلان نتنياهو جاء بعد أقل من أسبوعين من قيام وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية بالدفع قدماً بخطة إقامة حي يهودي كبير في موقع مطار عطاروت في القدس الشرقية، والذي يبدو أنه تم تخصيصه في "صفقة القرن" لإنشاء مركز سياحي فلسطيني. وتشمل الخطة إقامة 9000 وحدة سكنية جديدة. ومن شأن هذا الحي الجديد في عطاروت اقتطاع مساحة طويلة من المناطق الحضرية الفلسطينية من بيت حنينا وشعفاط شمالاً وصولاً إلى كفر عقب وقلنديا ورام الله على الجانب الآخر من الجدار الفاصل.

ويقع الموقع المخصص للبناء، في معظمه، في أراض تابعة للدولة، لكن أجزاء من الحي الجديد ستُبنى على أراض تخضع حالياً لملكية خاصة فلسطينية، وهو ما سيتطلب هدم عشرات المنازل التابعة لعائلات فلسطينية.