أيضاً 20 مقعداً للقائمة العربية المشتركة لن تغيّر الواقع العنصري
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أيها السادة، التاريخ يعيد نفسه. الرجل نفسه الذي وقف في تشرين الثاني/نوفمبر 1995 على شرفة في ساحة صهيون وحرّض ضد رئيس الحكومة يتسحاق رابين، يقف في هذه الأيام على كل شرفات شبكات التواصل الاجتماعي ليكرر نفس المعزوفة. في تلك الفترة صرخ أنصار اليمين وعلى رأسهم الرجل نفسه، بأن رابين ليس لديه أغلبية يهودية لتحقيق سياسته. كل ذلك، لأن حكومة رابين استندت إلى أغلبية حاسمة شملت أعضاء الكنيست العرب من المعارضة.
- لم يتغير شيء منذ ذلك الحين. في الحقيقة الوضع ازداد سوءاً. الرجل الذي وصل إلى الحكم بعد اغتيال رابين كرّس كل جهده للحصول على الأغلبية في الانتخابات، ويبدو أنه لا ينوي تغيير الحصان العنصري الفائز. ربما هو لن يلفظ كلمة "عرب"، لأنه ما زال هناك فئة معينة من العرب تصوت له في الانتخابات. لذلك فإنه سيستبدل شعار المعركة ضد العرب الذين يتدفقون إلى صناديق الاقتراع بالقافية المطلوبة: بيبي أو الطيبي.
- في مجتمع عنصري يعتبر كل عربي "أحمد"، فإن عضو الكنيست الطيبي، اسمه أيضاً أحمد، ملائم للعنصرية مثل قفاز لليد. هذا الشخص السيء، الذي يضغط على عنق إسرائيل منذ سنوات عديدة، ولم يُبق لها مجالاً للتنفس، لا ينوي أن يغير جلده أو ثقافته العنصرية.
- وماذا تفعل المعارضة؟ وماذا يفعل بنيامين الآخر [المقصود بني غانتس] الذي يترأس المعارضة ويدّعي أنه يريد تغيير السلطة السيئة؟ هو يقع مجدداً في البئر العنصري نفسه الذي حفره له بنيامين الأول، فيسارع إلى التنصل من أي علاقة وأي إمكان للتعاون مع "الأحمديين" "غير اللطيفين" في القائمة العربية المشتركة. لقد كان لرابين، بخلاف أولئك الذين يدّعون الحلول محل نتنياهو، الشجاعة الأخلاقية بأن يسمي الولد باسمه. فقط قبل أيام معدودة من اغتياله في ساحة تل أبيب، قال إن المطالبة "بأغلبية يهودية" هي مطالبة عنصرية.
- في هذه الأيام، يهبط بُكم أخلاقي على المعارضة الطامحة إلى السلطة. لم يُسمع علناً أي كلام له قيمة مدنية وأخلاقية ضد حملة التحريض العنصري من مدرسة نتنياهو ومجموعة رفاقه.
- في وضع كهذا، هل من الممكن إجراء حوار مدني إسرائيلي حقيقي؟ الجواب هو: كلا. إن بني غانتس ومجموعة الجنرالات والليبيدين [نسبة إلى يئير لبيد] من حوله، ليسوا من الزعماء كبار القامة من الناحية الأخلاقية. وهم يلزمون الصمت إزاء مشاهد الرعب العنصري.
- لقد كان جدعون ليفي على خطأ لاعتقاده أن زيادة قوة القائمة العربية المشتركة ستُحدث تغييراً. " فقط إظهار قوة كبيرة ومؤثرة للعرب، سيقنع الإسرائيليين بأن لا مفر لهم من التعاون معهم" يكتب ليفي ("هآرتس"، 13/2)
- "فقط إظهار قوة في الانتخابات يمكن أن يتغلب على الصهيونية"، يواصل ليفي تضليل قرائه اليهود والعرب. إظهار قوة في الانتخابات؟ لنفترض أن القائمة العربية المشتركة وصلت إلى 15 وربما 20 مقعداً. كيف ستغيّر هذه النتيجة الواقع الصهيوني العنصري؟ نتيجة كهذه ستزيد فقط من الدعوة إلى تأليف حكومة وحدة وطنية، من دون العرب. هل سيجلس تسفي هاوزر مع العرب؟ وهل سيتعاون يوعاز هندل مع العرب؟ وهل سيجلس موشيه يعالون مع العرب؟ هذه نكتة أُخرى بايخة من مدرسة الصهيونية.
- ما دامت الأمور تجري على الساحة العشائرية، الإثنية، الدينية، لن يولد أمل عندنا. فقط حزب إسرائيلي - غير يهودي وغير عربي - يضع في مقدمة جدول أعماله أولوية الفصل بين الدين والدولة، ويكون في مقدمة المواضيع المساواة المدنية - هو فقط جدير بالحصول على صوت الناخب.
بأسف كبير وحزن بالغ، من الممكن إعلان أن مثل هذا الحزب لم يوجد بعد في إسرائيل. لذلك، ما كان في الماضي سيبقى في المستقبل المنظور، وحتى أسوأ بكثير.