القيادة السياسية - الأمنية الإسرائيلية تبث أكاذيب جوفاء بشأن إيران وحزب الله و"حماس" وقوة إسرائيل العسكرية كجزء من الدعاية الانتخابية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • التموضع العسكري الإيراني في سورية آخذ بالانحسار؛ إسرائيل هي الدولة الثامنة في العالم من حيث قوتها العسكرية؛ حركة "حماس" تتطلع إلى تسوية مع إسرائيل ولم يتبق سوى مدّ طرف خيط اقتصادي للبدء بإزالة الملاجئ في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة - هذا غيض من فيض هراءات تصدر من أفواه القيادة السياسية - الأمنية في إسرائيل في الأسابيع الأخيرة كجزء من الدعاية الانتخابية، وتهدف إلى إنتاج شعور مزيف بالقوة وبأننا إمبراطورية. وهي تعيد إلى الأذهان أجواء المباهاة الجوفاء التي شهدناها عشية حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973] وعشية حرب لبنان الثانية [2006].
  • إلامَ يستند وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت الذي ادّعى أول أمس (الثلاثاء) أن إسرائيل بدأت ترى علامات تشير إلى أن إيران تعيد النظر في جهودها الرامية إلى إقامة وجود عسكري دائم لها في سورية؟ وهل يمكن لصورة أوضاع استخباراتية بعد شهر واحد من اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أن تدل على حدوث انعطاف استراتيجي كهذا لدى الإيرانيين؟ ويبدي المسؤولون في إسرائيل استهتاراً بخليفة سليماني، إسماعيل قاآني، بالضبط مثلما استهتروا قبل ذلك بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في أول سنوات بدء ولايته في هذا المنصب. ولا شك في أن "فيلق القدس" يمر هذه الأيام بمرحلة إعادة تنظيم. وفي هذا الإطار تم تعيين محمد حجازي نائباً لقاآني. وحجازي هو قائد طابور لبنان في "فيلق القدس" ويُعتبر الشخصية المركزية في مشروع حزب الله الذي يهدف إلى تحسين ترسانة الصواريخ التي يحوزها من أجل جعلها أكثر دقة. وهذا التعيين ينطوي على إشارة ذات دلالة إلى المستقبل. غير أن بينت يصر بكلامه الأجوف على أنه نجح في أن يغيّر الوضع في سورية، كما أنه أفلح في تهدئة قطاع غزة.
  • وليس مبالغة القول إن التسهيلات التي تم منحها إلى حركة "حماس" في غزة خلال اليومين الفائتين هي نتيجة فانتازيا أوجدتها إسرائيل لنفسها، ووفقاً لها، فإن هذه الحركة باتت محشورة في الزاوية ونشأت نافذة فرص تتيح إمكان فرض تهدئة عليها. ولا بدّ من الإقرار بأن يومين من الهدوء ومن دون إطلاق بالونات مفخخة من القطاع لا يعنيان أن الإرهاب تلاشى. وعلى مدار السنتين الفائتين يصر المسؤولون في إسرائيل على ترويج رواية فحواها أن التسوية مع القطاع هي قاب قوسين وأدنى، وأن "حماس" لا تتعاون وتواصل المحاولات الرامية إلى ابتزاز إسرائيل عن طريق إطلاق قذائف صاروخية وبالونات مفخخة ورفض التفاوض بشأن الأسرى والمفقودين المحتجزين لديها. وفي واقع الأمر، فإن "حماس" هي التي تمارس الضغط على إسرائيل وليس العكس. ولعل ما يبرهن على ذلك هو أنه في اليوم الذي دخلت التسهيلات الممنوحة إلى سكان القطاع إلى حيّز التنفيذ أمس (الأربعاء) قامت خلية قنص تابعة للجهاد الإسلامي الفلسطيني بإطلاق النار على قوة عسكرية إسرائيلية في منطقة خانيونس.
  • غير أن الكذبة الأكبر من سائر الأكاذيب هي التي صدرت عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وفحواها أن إسرائيل هي الدولة الثامنة في العالم من حيث قوتها العسكرية. وهذه الكذبة مستمدة من استطلاع سنوي للرأي العام يجريه معهد "غالوب" بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا برعاية مجلة "يو إس نيوز أند وورلد ريبورت"، والذي يُسأل في إطاره نحو 20.000 شخص من عشرات الدول في العالم عن آرائهم بشأن نحو 60 دولة في العالم، وذلك من دون أن يكونوا قد قاموا بزيارات إلى هذه الدول أو بإجراء دراسات حولها. وعملياً يفحص هذا الاستطلاع ما هي الصورة التي تكونت لدى المشتركين فيه حيال تلك الدول بناء على انطباعاتهم.
  • تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل احتلت في هذا الاستطلاع المرتبة الثامنة من حيث قوتها العسكرية وتأثيرها الدولي، لكنها هبطت إلى المرتبة الـ29 من حيث جودة الحياة والقوة الاقتصادية والتأثير الثقافي. كما تجدر الإشارة إلى أن معاهد أبحاث رائدة في مجال الأمن في العالم تستند أبحاثها إلى مواد استخباراتية ومعطيات علنية، أشارت إلى حدوث تدهور تدريجي في قوة إسرائيل العسكرية خلال سنوات العقد الأخير، بما في ذلك في مجال القدرة النووية.
  • صحيح أن هذه المعطيات الكاذبة تخدم الدعاية الانتخابية، لكنها في الوقت عينه تشكل أرضاً خصبة لعدم المبالاة والاستهتار بالعدو وتراجع الجهوزية.