الأسئلة المفتوحة التي تتضمنها خطة رئيس الأركان كوخافي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • عرض رئيس الأركان في يوم الخميس الخطة المتعددة السنوات (2020-2024) الجديدة على كبار الضباط ووسائل الإعلام، ووزير الدفاع، ورئيس الحكومة. علاوة على أنه من أجل إقرار الخطة يجب إقرار الميزانية، وليس من الواضح كيف يمكن الموافقة عليها في ضوء الزيادة المطلوبة في ميزانية الجيش، وانعدام اليقين السياسي، وإعلان سياسيين التزامهم بموضوعات أُخرى، الصحة مثلاً، فإنه يمكن الإشارة إلى البشرى التي تنطوي عليها من جهة، ومن جهة أُخرى، إلى مخاطرها.
  • هدف الخطة هو تحقيق حسم استراتيجي، على الأقل في مواجهة الأعداء المباشرين: حزب الله في لبنان و"حماس" في غزة. يتحقق الحسم إذا تعرضت قدراتهما لضربة قوية جداً وخلال وقت قصير للغاية بحيث لن يتمكنا بعدها من العودة إلى الوضع الحالي، ويضطران على الأقل إلى الامتناع من العودة إلى مواجهة أُخرى لسنوات عديدة، وربما التخلي تماماً عن الاستراتيجيا التي بنياها. تحقيق هذا الهدف وأهداف أُخرى في جبهات أُخرى- مثل سورية وإيران- يفرض الأخذ في الاعتبار ثلاثة مخاطر.
  • الخطر الأول يتعلق بالتوتر بين الاستعداد الأقصى لحرب هنا والآن، وبين الاستثمار في قدرات مستقبلية. تستند الخطة إلى افتراض مؤداه أن احتمال نشوب حرب في الجبهة الشمالية في سنة 2020 ضئيل نسبياً، لذا من الأفضل توجيه الموارد إلى قدرات أكثر تطوراً في السنوات المقبلة مع تخلٍّ محسوب عن الحد الأقصى من الاستعداد حالياً.
  • الخطر الثاني يتعلق بالتوازن بين التوظيف في الهجوم في مقابل الاهتمام بالدفاع. التوظيف في الهجوم يركّز على الرغبة في استغلال تفوقنا النسبي على العدو وزيادته إلى حده الأقصى، الأمر الذي سيجبر العدو على التوظيف أكثر في الدفاع وأقل في الهجوم. المقاربة الدفاعية المضادة تحلل نقاط ضعفنا، وتوظف من أجل تقليصها. ومثل المسألة السابقة، المقصود الحاجة إلى إيجاد نقطة التوازن الصحيحة. هنا أيضاً تعبّر الخطة الجديدة عن مخاطرة محسوبة تقوم على تفضيل الهجوم على الدفاع.
  • الخطر الثالث يتعلق بالتوتر بين مبدأين في الحرب: مبدأ "استنفاد القوة"، ومعناه الاستغلال الأقصى لإمكاناتنا العسكرية، في مواجهة مبدأ "البساطة" الذي يشدد، بين أمور أُخرى، على استقلال كل وحدة في قطاعها وفي مهمتها من دون ارتباط، أو مع ارتباط ضئيل بمساعدة القيادات التي تعلوها.
  • تفضل الخطة الجديدة للجيش "استنفاد القوة"، الأمر الذي يتجلى في الأساس في إيجاد صلة فاعلة في الزمن الحقيقي بين الأطراف الاستخباراتية من كل المستويات، مع القدرة على استخدام نيران دقيقة، وكذلك وسائل أُخرى، مثل السايبر والقتال الإلكتروني.
  • الخطر ينبع من حقيقة أن الحرب تتميز بعدم يقين كبير، وأيضاً بجهد العدو لعرقلة قدراتنا. والاستناد المفرط إلى تدفق معلومات ووسائل من مستويات عالية إلى مستويات أدنى يمكن أن يلحق الضرر بالفاعلية بسبب تشويش هذا التواصل أو بسبب المس بالمستوى التكنولوجي. قائد الكتيبة الذي يتمرن في التدريبات على الحصول على الكثير من المعلومات ومساعدة كبيرة من سلاح الجو أو من مستويات عليا في القيادة، يمكن أن يلاقي صعوبة في القيادة عندما يفرض عليه الواقع العمل، بحسب الأوامر، "هذا ما يجب فعله ومع هذا سننتصر".
  • خطة كوخافي لم يقرها بعد المجلس الوزاري المصغر، وعلاوة على المسائل المالية أريد أن أنصح من سيتعين عليه الموافقة عليها أن يفحص في الأساس أمراً واحداً: إذا كانت نقطة التوازن بين التوترات التي عُرضت في الموضوعات الثلاثة هي الصحيحة. ومن أجل ذلك فإن المجلس الوزاري المصغر بحاجة إلى عدة أيام، وليس عدة ساعات، ليقر هذا  الموضوع المصيري.
 

المزيد ضمن العدد 3258