تصعيد بسبب خطة ترامب؟ كلا ما دام لم يحدث ضم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

[أجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" حواراً مع عدد من الخبراء الأمنيين، بينهم عاموس يادلين رئيس سابق للاستخبارات العسكرية ومدير معهد دراسات الأمن القومي حالياً، واللواء في الاحتياط إيتان دانغوت الذي شغل سابقاً منصب منسق الأنشطة في المناطق، ورون بن يشاي المراسل العسكري للصحيفة،  نقتطف أهم ما جاء فيها]

  • على الرغم من عملية الدهس في القدس التي أدت إلى إصابة 12 مقاتلاً من لواء غولاني، وعلى خلفية ازدياد إطلاق النار وإطلاق البالونات المفخخة من قطاع غزة في الأيام الأخيرة - يعتقد مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية سابقاً أن ما يجري ليس تصعيداً في أعقاب نشر "صفقة القرن" للرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
  • "التنسيق الأمني لم يتوقف. السلطة الفلسطينية تفكر جيداً، هي تهدد، لكنها تدرك ثمن خسارتها جرّاء خطوة كهذه"، أيضاً هذا ما قاله اللواء في الاحتياط إيتان دانغوت، المنسق السابق للأنشطة في المناطق، في مقابلة مع الصحيفة.
  • اللواء في الاحتياط عاموس يادلين، مدير معهد دراسات الأمن القومي ورئيس الاستخبارات العسكرية سابقاً قال: "الفلسطينيون لم يحبوا قط خطة ترامب، لكن مادام ليس هناك تعبير لها على الأرض، فإن ردهم سيكون سياسياً. لكن إذا حدثت خطوات ضم على الأرض، لا شك في أن هذا ينطوي على احتمال لحدوث تدهور."
  • وشرح دانغوت: "السلطة الفلسطينية فهمت أنه لن يكون هناك خطوات أحادية الجانب من إسرائيل قبل الانتخابات، وثمن خسارتها جرّاء خطوة مثل وقف التنسيق الأمني هو كبير جداً بالنسبة إلى استمرار حكمها. نحن نقترب من نهاية حكم أبو مازن، ومن معرفتي به، هو لا يريد أن يترك وضعاً من الفوضى خلال حياته." وأضاف: "الساحة تعوّدت على خطاباته، وهي بغالبيتها تتصرف وفقاً لفهم الشارع. يدرك الفلسطينيون ثمن الخسارة، وهو في نظرهم لا يستحق أن يخرجوا ويدمروا كل شيء - وخصوصاً في الشأن الاقتصادي، فأغلبيتهم تعيش حياة مريحة. ما نراه الآن تحديداً ليس أكثر من نجاحات لشبكات متطرفة – تحريض من جانب "حماس" - وهو ليس أقل هيمنة من خطابات السلطة الفلسطينية."
  • في رأي دانغوت، تتبنى "حماس" سياسة إطلاق العنان في مجال قذائف مدافع هاون، وهو يرى أنه "يتعين على إسرائيل أن تتوقف قليلاً، وأن تفكر في مسار جديد بالنسبة إلى رد موضعي. المطلوب جباية ثمن، ليس فقط فيما يتعلق بأهداف نوعية وبنى تحتية برية، بل فيما يتعلق بأشخاص وأهداف تعيد التهدئة. لن تصل إسرائيل إلى نتيجة أقل جودة إذا لم تغير سياستها وتبدأ بجباية ثمن في غزة."
  • رون بن يشاي محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة وصف ليلة [أعمال الشغب التي جرت في جنين] بـأنها "ليلة متعددة الجبهات"، وأشار: "بعض ما حدث كان جرّاء مبادرة منا، حادثة الدهس لم تكن جرّاء مبادرة منا، لكن هدم منزل المخرب في جنين، هو الذي أدى إلى وقوع مواجهات."
  • من جهة أُخرى، أوضح دانغوت: "يوجد ثلاثة حوادث. يبدو أن السمة المميزة لها هو الطابع الفردي، حوادث جرت بقرارات فردية. لا أرى انفجاراً شاملاً في يهودا والسامرة. أعتقد أنه يوجد تضافر نحن نتخوف منه دائماً. وهذا يتعلق بالسياق الخطر في يهودا والسامرة، وغزة التي تولد الضرورة الملحة، وحساسية مدينة القدس. القدس هي المكان الأكثر قابلية للانفجار."

"ما سيشعل الضفة الغربية هو ضم من جانب واحد"

  • في رأي يادلين: "هناك ميل إلى أخذ حادث تكتيكي وتحويله إلى دراما. لكنني أقول إنه لا يوجد أي تغيير في التوجهات في الجبهتين. استراتيجيا الجيش الإسرائيلي هي قبل كل شيء دفاعية، وتالياً، منع تعاظم الحوادث، كل ذلك من خلال محاولة عدم التصعيد. صحيح أننا نشهد حدوث شيء ما في الضفة، لكن حدث مفرد لا يبشر بتغيير." وأضاف: "في غزة لا يوجد تغيير، الأمور تجري كالعادة. السنوار يقرأنا جيداً ويفهم أن رئيس الحكومة لا يريد مواجهة واسعة قبل الانتخابات، لأنه سيضطر إلى دفع ثمنها من خلال انتقادات حادة من الجمهور الإسرائيلي. يدرك السنوار أن ثمن استفزازاته هو "ثمن عملية"- نهاجم بنيته التحتية، وهذا ليس بالضرورة يزعجه."
  • وبشأن التنسيق الأمني، قال يادلين: "لقد أعلن أبو مازن وقف التنسيق الأمني. لكنني أعتقد أن هذا لن يحدث، وسيظل هناك تعاون أمني، لكن من المحتمل في أماكن معينة، أن تكون السلطة أقل تشدداً، وأن تسمح للجمهور بأن يتحرك. وبالمناسبة، الجمهور في الضفة الغربية لم يخرج بعد إلى الشوارع. لكن الأمر الذي يمكن أن يشعل الضفة الغربية هو خطوات ضم أحادية الجانب."
  • وتطرق يادلين إلى الهجمات الليلية في سورية، المنسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي، والتي أدت، بحسب التقارير، إلى مقتل 12 عنصراً من الميليشيات الموالية لإيران على الأقل، فقال: "لأول مرة منذ اغتيال سليماني، نشهد هجوماً إسرائيلياً واسع النطاق، بحسب تقارير أجنبية - يبدو أن الهجوم له علاقة بوصول شحنة سلاح من إيران إلى سورية كانت في طريقها إلى حزب الله." وبحسب كلامه، "هذا هجوم مهم، وجرى بالتنسيق مع توصيات الاستخبارات العسكرية التي لم تكتف فقط بالتحدث عن قدرات العدو، بل أوصت بممارسة ضغط على الإيرانيين في سورية تحديداً بسبب عدم وجود سليماني - وهذا في نظري التطور الأهم."

 

 

المزيد ضمن العدد 3255