مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية حذّروا: ضم الغور يعرّض اتفاق السلام مع الأردن للخطر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • في الأيام الأخيرة، أعربت قيادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها الشديد على مستقبل العلاقات بين إسرائيل والأردن. على خلفية تقديم مبادرة الإدارة الأميركية - وفي الأساس نية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إعلان ضم غور الأردن - حذّرت القيادة الأمنية من تأثير خطوات أحادية الجانب في العلاقات مع الأردن.
  • بالاستناد إلى هذا التقدير المعروف لدى المستوى السياسي، يخضع العاهل الأردني الملك عبد الله لضغوط داخلية متعددة، تضغط أيضاً على حكمه. ويتعرض الملك للانتقاد بسبب الوضع الاقتصادي في الأردن، والكشف عن تفشّي الفساد في الحكومة. أطراف كثيرة في الأردن، بينها حركة الإخوان المسلمين، تعارض بشدة العلاقات السياسية والأمنية الوثيقة التي تقيمها المملكة مع إسرائيل. خطوة إسرائيلية غير منسقة، وبصورة خاصة إعلان ضم غور الأردن، يمكن أن تزعزع العلاقات. وبالاستناد إلى جزء من التقديرات، سيطرح ضم الغور تساؤلات بشأن استقرار اتفاق السلام.
  • عشية الانتخابات الأخيرة التي جرت في أيلول/سبتمبر الماضي، كان نتنياهو على وشك إعلان قراره طرح قانون ضم الغور على الحكومة. لكنه تراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة، واكتفى بكلام عام بشأن نيته الضم بعد الانتخابات، الأمر الذي لم يتحقق بعد أن تبين عدم نجاحه في تأليف حكومة جديدة.
  • كتب بن كسبيت آنذاك في "معاريف" أن نتنياهو تريث قليلاً بعد استشارة هاتفية عاصفة مع رؤساء المؤسسة الأمنية، حذّره خلالها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك نداف أرغمان من الانعكاسات الخطيرة المتوقعة للخطوة. ويبدو الآن أن التحذيرات تعود.
  • يتركز أساس التخوف المباشر في المؤسسة الأمنية على تأثير ذلك في مستقبل العلاقات مع الأردن. في الساحة الفلسطينية، لا يوجد حالياً تحذير محدد من نية إشعال المناطق في أعقاب مبادرة ترامب. صحيح أن السلطة الفلسطينية و"حماس" دانتا الخطوة الأميركية وتصريحات الضم الإسرائيلية، لكن "يوم الغضب" الذي أُعلن يوم أمس (الأربعاء) في المناطق مر مع حوادث قليلة وتظاهرات قليلة نسبياً.
  • في المدى الأبعد، سيتأثر الرد الفلسطيني على ما يبدو، بطبيعة الخطوات الإسرائيلية على الأرض. إعلان ضم يمكن أن يزيد فرص وقوع اضطرابات عنيفة بحجم أكبر بكثير.
  • في هذه الأثناء، وبخلاف النية الأساسية لنتنياهو، تأجلت خطوات الضم الفوري. مساء أول من أمس قال نتنياهو والناطقون بلسانه إنه ينوي أن يطرح على الحكومة في جلسة يوم الأحد القادم اقتراحاً بضم غور الأردن، وكل المستوطنات في الضفة الغربية. يبدو أن سبب التأجيل الذي لم تتضح مدته، يتعلق بالتحفظ الأميركي. في الإدارة الأميركية يصرون على عقد مؤتمر تنسيقي بين الدولتين قبل القرار - التحفظ الأميركي يمكن أن يؤجل الضم، ربما إلى ما بعد انتخابات الكنيست في 2 آذار/مارس.