الوقت الصحيح لمواجهة إيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • في نهاية الأسبوع الماضي صرّح وزير الدفاع نفتالي بينت باستعداده للمبادرة إلى القيام بعملية عسكرية تؤدي إلى إبعاد إيران عن حدود إسرائيل. في رأيه، أخطأت إسرائيل عندما قلصت بصورة كبيرة حجم عملياتها ضد إيران في الأشهر الأخيرة، ففي ضوء الوضع الداخلي العاصف في دولة آيات الله، نشأت حالياً فرصة ملائمة للعمل على التخلص من الوجود الإيراني في سورية. من جهة، تصريح بينت فيه تباهي، ومن المهم توضيح الأمور: الافتراض أن لدى إسرائيل القدرة على إجبار إيران على التخلي كليّاً عن طموحاتها وأرصدتها في سورية - أمر مبالغ فيه. الطريق إلى طرد إيران من سورية تمر بالكرملين، ومن الصعب التفكير في أن إسرائيل ستختار الاحتكاك المباشر بروسيا. بالإضافة إلى ذلك، وُقّع اتفاق تعاون عسكري بين طهران ودمشق في سنة 2018، تعهدت بموجبه إيران بإعادة بناء الجيش السوري الذي تلقى ضربة قاسية خلال الحرب الأهلية المستمرة، ومن جهتها، أعلنت سورية مؤخراً أنها ستمنح إيران الأفضلية في عملية إعادة الإعمار الاقتصادية. في ضوء ذلك، من الواضح أن إسرائيل ليست قادرة على إجبار إيران على الانسحاب من سورية، وانطلاقاً من هذا الفهم يجب أن نحدد أهدافاً محدودة قابلة للتنفيذ في هذه المنطقة، بوسائل محدودة.
  • من جهة أُخرى، هذا ليس معناه أنه يجب الاستمرار في سياسة "اجلس ولا تفعل شيئاً" التي انتُهجت إزاء إيران منذ أزمة إسقاط الطائرة الروسية في أيلول/سبتمبر 2018، والعملية الوحيدة التي شذّت عن هذا الإطار، كان الرد الإسرائيلي الاستثنائي في حجمه على إطلاق فيلق القدس 4 صواريخ، قبل نحو أسبوعين. الوقت ينفذ في مواجهة إيران، وفي المقابل، عدوانيتها تزداد: بالإضافة إلى التمركز العسكري والاقتصادي في سورية، يجب الإشارة إلى معاودة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو النووية، ودعمها المتشعّب للتنظيمات الإرهابية في القطاع [قطاع غزة]، وصلتها بمشروع حزب الله للصواريخ الدقيقة. في مقابل ذلك، من الواضح أن الردع الإسرائيلي أخذ يتآكل. ولذلك، يتعين السعي لإبطاء تعاظُم القوة العسكرية لإيران بقدر المستطاع، بواسطة العودة إلى القيام بهجمات جراحية على أرصدتها العسكرية في سورية، في الحقيقة لن تؤدي إلى تدمير الوجود الإيراني في سورية، لكنها قادرة على عرقلته.
  • صحيح أنه خلال عملية "House of cards" في مطلع أيار/مايو سنة 2018، تعرضت البنية التحتية العسكرية لإيران في سورية لضربة قاسية، لكن إيران عملت، منذ ذلك الحين، على إعادة بنائها، لذا، من المفيد استغلال الفرصة لضربها من جديد، بينما ضربة انتقامية من جانبها ليس مريحاً بالنسبة إليها، ومن المعقول الافتراض أنها ستفضل استيعاب الضرر. من المعقول أيضاً ألّا يسكت الروس عن تجدد الهجمات على سورية، لكن التقديرات بشأن قوة ردهم المتوقع مبالغ فيها، وذلك ما دامت بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات S-400 التي هي من إنتاجها لم تتضرر، وما دام استقرار نظام الأسد لم يتعرض للخطر.
  • يجب أيضاً استغلال حقيقة أن إدارة ترامب هي شريك مثالي للسياسة الصارمة إزاء إيران، والدليل هو أن العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على طهران في عهد ترامب هي أقسى ماعرفته إيران. ليس من المستبعد بعد انتخابات 2020، أن يكون من الصعب جداً الحصول على دعم أميركي للعملية، وعلى هذا – من بين أمور أُخرى يعتمد الإيرانيون.
  • يبدو أنه في السنوات الأخيرة، ولأسباب تتعلق بالحصول على شرعية داخلية ودولية، تحول تعبير "ضربة وقائية" إلى مصطلح يسود صمت تام عند ذكره. يجب أن نتذكر نتائج انعكاسات سياسة "الصواريخ ستصداً" [المقصود صواريخ حزب الله] التي انتُهجت في السنوات التي سبقت حرب لبنان الثانية، والتي مكّنت حزب الله من إظهار قدرة الصواريخ قصيرة المدى، والتي حافظ عليها حزب الله حتى اليوم الأخير من الحرب. وإذا كنا بصدد ذكر لبنان، يجب أيضاً أن ندرس حالياً هجوماً جوياً واسعاً على المصانع التي يُنفَّذ فيها مشروع الصواريخ الدقيقة، تماماً لنفس السبب.
  • على الرغم من الثمن الذي يمكن أن تدفعه إسرائيل لقيامها بهذه العمليات في لبنان وسورية، فإنه من الأفضل أن تدفعه الآن، لأن ثمن ضبط النفس يزداد ويكبر. على الرغم من التحفظات عن الطريقة التي عرض فيها بينت وجهة نظره إزاء إيران، والشك في تقدير قدرته على العمل في فترة حكومة انتقالية، التشدد في السياسة إزاء إيران أمر مطلوب - ومن الأفضل أن نفعل ذلك في أقرب وقت، لأن نافذة فرصة القيام بذلك آخذة في النفاذ.