المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر يصادق على إقامة هيئة لمراقبة الاستثمارات الأجنبية ولا سيما الصينية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية بالإجماع خلال الاجتماع الذي عقده أمس (الأربعاء) على إقامة هيئة تعنى بمراقبة الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل، وقرر أن تعمل لجنة مؤلفة من جهات أمنية واقتصادية على إقامتها.

وقالت مصادر سياسية رفيعة في القدس إن هذه المصادقة جاءت في إثر قيام الولايات المتحدة بممارسة ضغوط على إسرائيل للحدّ من الاستثمارات الصينية ومساعي الصين للحصول على معلومات استخباراتية والسيطرة على بنيات تحتية تكنولوجية.

وأضافت هذه المصادر نفسها أن وزارة المال الإسرائيلية ستقود هذه الهيئة، وستضم أعضاء من مجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع بالإضافة إلى مراقبين من وزارتي الخارجية والاقتصاد والمجلس الاقتصادي الوطني. وستتمثل مهمتها في المساعدة على دمج اعتبارات الأمن القومي في عملية الموافقة على الاستثمارات الأجنبية في قطاعات المال والاتصالات والبنية التحتية والنقل والطاقة.

وستتم إقامة الهيئة في غضون 45 يوماً.

يُذكر أن الولايات المتحدة والصين تخوضان منذ فترة حرباً تجارية ومنافسة على النفوذ العالمي، إذ تتهم واشنطن وحكومات غربية أُخرى الحكومة الصينية باستخدام علاقاتها التجارية للتجسس وسرقة الملكية الفكرية على نطاق واسع. وأشارت استراتيجيا الأمن القومي الأميركي لسنة 2018 إلى الصين باعتبارها المنافس الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة على الساحة العالمية.

وواجهت اهتمامات إسرائيل بتحسين علاقاتها مع الصين، وخصوصاً العلاقات التجارية، انتقادات من المسؤولين الأميركيين على خلفية عدم اتخاذ ضمانات كافية بألّا تترك العلاقات الاقتصادية الناشئة إسرائيل عرضة للنفوذ الصيني والتهديدات الإلكترونية. وفي الربيع الفائت ذُكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أنه إذا لم تقيّد إسرائيل علاقاتها مع الصين فإن علاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة قد تتضرر. وتم تمرير رسائل مماثلة في الأشهر الأخيرة من طرف كبار المسؤولين في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون. وأكدت هذه الرسائل أن التعامل مع الصين ينطوي على مخاطر جمّة لكونها تقوم بالتجسس عبر مؤسساتها التجارية الحكومية وتشكل خطراً من خلال أنظمتها التكنولوجية وشركاتها مثل شركة الاتصالات العملاقة "هواوي". وكانت هذه الشركة الأخيرة أعلنت في حزيران/يونيو الفائت أنها ستدخل إلى سوق الطاقة الشمسية الإسرائيلية لبيع محولات تساعد في تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة لشبكة الكهرباء.

كما أعربت واشنطن عن مخاوف أمنية بشأن اقتراح السماح للصين بإدارة ميناء حيفا الذي ترسو فيه سفن تابعة للأسطول السادس الأميركي.