قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الإدارة الأميركية بلّغته بأنها ستنشر خطتها للسلام ["صفقة القرن"] بعد الانتخابات العامة للكنيست التي ستجري غداً (الثلاثاء) وقبل تأليف الحكومة المقبلة.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية في غور الأردن أمس (الأحد)، أنه اتفق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الدفع قدماً بخطة إقامة تحالف دفاعي مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأكد أن مثل هذا التحالف من شأنه أن يعزز قوة الردع الإسرائيلية إلى جانب حفاظه على حرية العمل العسكري الإسرائيلي.
وأبدت أوساط مسؤولة في تحالف "أزرق أبيض" معارضتها لإقامة تحالف كهذا وأكدت أنه سيقيد حرية العمل العسكري لإسرائيل التي ستكون مضطرة إلى تبليغ واشنطن بكل عملياتها في الخارج.
وقال عضو الكنيست غابي أشكنازي، الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة، إن إقامة تحالف كهذا وتوقيع معاهدة دفاع مشترك "سيلزمان إسرائيل باعتبار أي هجوم على الولايات المتحدة بمثابة اعتداء عليها، وبالتالي فإننا سنرى جنودنا يُقاتلون في العراق وفي أفغانستان، وهو أمر نرفضه."
وقلّل رئيس الحكومة السابق إيهود باراك ["المعسكر الديمقراطي"] من حظوظ إبرام اتفاق كهذا، وأشار إلى أنه ينبغي المصادقة عليه في الكونغرس ومجلس النواب الأميركي أولاً.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أنه تحدث مع نتنياهو وبحث معه إمكان توقيع معاهدة دفاع مشترك بين البلدين ترسيخاً للأواصر الوثيقة التي تربط بينهما.
وأضاف ترامب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الليلة قبل الماضية، أنه يتطلع إلى استمرار المحادثات بهذا الشأن بعد انتخابات الكنيست الـ22 حينما سيجتمع مع نتنياهو على هامش مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر أيلول/سبتمبر الحالي.
وشكر نتنياهو ترامب على أقواله هذه وأكد أنه أكبر صديق لدولة إسرائيل في البيت الأبيض منذ قيامها. وأضاف أنه يتطلع إلى اللقاء به في الأمم المتحدة بغية الدفع قدماً بمعاهدة الدفاع التاريخية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
يشار إلى أن فكرة توقيع معاهدة دفاعية بين إسرائيل والولايات المتحدة كانت طرحت في الماضي وتم بحثها من طرف عدد من الرؤساء الأميركيين السابقين ومن طرف قيادات إسرائيلية متعددة، وفي معظم الحالات أبدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحفظاتها من توقيع معاهدة دفاع كاملة بين البلدين كونها تمس حرية العمل العسكري لإسرائيل في مقابل منحها مظلة دفاعية ضد مختلف التهديدات بما في ذلك النووية. وأشارت المؤسسة الأمنية إلى أن معاهدة شاملة من هذا النوع تلزم بالتنسيق المسبق لكل التحركات الحربية الأمر الذي قد يمنع إسرائيل من إطلاق عمليات عسكرية أو خوض حروب من دون أخذ موافقة واشنطن. كما طرح في الماضي اقتراح آخر هو عقد معاهدة غير شاملة أطلق عليها اسم التعاقد الدفاعي، أي صدور إعلان رئاسي أميركي يتضمن التزام الولايات المتحدة بأمن دولة إسرائيل لكنه لا يعد معاهدة رسمية.