الهجوم الأخير في سورية هو رسالة إلى سليماني وبوتين
تاريخ المقال
المصدر
يديعوت أحرونوت
–
الموقع الإلكتروني
- المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران تتوسع، والعمليات المركزة في العراق في الأيام الأخيرة أدت إلى محاولة هجوم غير مسبوقة على إسرائيل – من الأراضي السورية. عملية الإحباط الناجحة للجيش الإسرائيلي وقرار الكشف عنها، هما رسالة موجهة إلى قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني باتجاه الفصول المقبلة المتوقعة في المواجهة الإقليمية.
- محاولة الهجوم كانت عملية انتقام للإيرانيين على الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في العراق. في سلسلة الهجمات في الأسابيع الماضية دُمّرت صواريخ وقذائف إيرانية كان من المفترض أن تنتقل إلى سورية ولبنان من قواعد الميليشيات الشيعية، الحشد الشعبي. وادّعت هذه الميليشيات أنها تعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة أطلقتها إسرائيل، لذلك كان يجب أن يكون نوع الرد أيضاً مشابهاً – بواسطة حوامات أو طائرات مسيّرة.
- عناصر الميليشيات العراقية أدت دوراً في محاولة الهجوم في الشمال. الإيرانيون مع حلفائهم الحوثيين في اليمن قاموا بعدد من الهجمات المماثلة في السعودية، في الأساس ضد منشآت نفطية.
- التقرير الذي نشرته يوم السبت الصحيفة الإيرانية "كيهان" بأن على إسرائيل ألّا تفاجأ اذا هوجمت بواسطة طائرات مسيّرة كان من المفروض أن يكون نوعاً من التباهي والردع. لكن من المحتمل أن المعلق الإيراني لم يكن على علم بأن محاولة من هذا النوع حدثت يوم الخميس وفشلت.
- نشاط الحوامات يمكن أن يحبَط بواسطة تشويش اتصالاتها مع الأرض. ويبدو أنه بعد المحاولة الفاشلة، كان الإيرانيون ووكلاؤهم يريدون القيام مرة أُخرى بعملية مشابهة. هذه المرة الإحباط كان "مدوياً" أكثر بكثير.
لماذا جرى الكشف عن العملية؟
- في إسرائيل اختاروا الكشف عن عملية الإحباط لردع الإيرانيين عن القيام بمثل هذه المحاولات في المستقبل، وليظهروا لهم أن نشاطهم مخترق استخباراتياً. ثمة سبب آخر هو أن يُظهروا للروس وللعالم استمرار الاستخدام الإيراني الأراضي السورية لتصفية حسابات مع إسرائيل، أيضاً من مسافة 80 كيلومتر من حدود الجولان، المنطقة التي وعد الروس بمنع القيام بعمليات فيها ضد إسرائيل.
- هناك سبب آخر للكشف عن العملية الإسرائيلية هو إعلام المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي بفشل سليماني. لقد درج قائد "فيلق القدس" على إخفاء إخفاقاته عن المرشد الأعلى الذي يعتقد أنه ينجح في كل الجبهات.
بعد هذا الصعود في درجة المواجهة والتمركز الإيراني في العراق، من الواضح أن الكلمة الأخيرة لم تُقل بعد. ومن الممكن الافتراض أن الإيرانيين سيدركون أنهم مخترقون استخباراتياً. لكنهم لن يتخلوا عن القيام بهجوم انتقامي، وسيبحثون عن صيغة أُخرى.