صفقة القرن تقسّم العالم العربي
تاريخ المقال
المصدر
- الانقسام واضح للعيان. السعودية واتحاد الإمارات، الدولتان المهمتان والمؤثرتان في الخليج أعلنتا مشاركتهما في الورشة الاقتصادية في البحرين. السلطة الفلسطينية و"حماس" أعلنتا بصورة منفصلة مقاطعتهما المؤتمر. مصر والأردن مترددان. باقي العالم العربي يلعق جراحه. إيران تبتسم.
- لقد نجح الملك عبد الله الثاني في الصمود في مواجهة احتجاجات الربيع العربي، بعد أن تبنى جزءاً من المطالب الشعبية، وقام بتغيير نظام الانتخابات. لكن أزماته لم تنته هنا، ومملكته ليست مستقرة. كان يفضل الانتظار تجاه صفقة القرن في هذه المرحلة، والغموض الذي يرافق الخطة يزيد لديه الإحساس بأن بلده سيطلب منه ثمن باهظ.
- في مقابل الأردن تبدو مصر واثقة من نفسها. فهي تتجاهل السلطة الفلسطينية في اتصالاتها بـ"حماس" بشأن التسوية، وخففت من جهودها في عملية المصالحة الداخلية الفلسطينية. تؤيد مصر المطالب الفلسطينية بشأن الحل الدائم لكنها لا تدعم رفض أبو مازن صفقة القرن. تشعر مصر بالراحة في الحديث مع واشنطن، وتدعو الفلسطينيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات والتعلم من التجربة المصرية إزاء إسرائيل.
- عمل أبو مازن من دون كلل لخلق جبهة عربية ضد الصفقة، لكن يبدو انه لم ينجح في ذلك؛ البيت الأبيض لم يتراجع عن نيته تقديم الخطة بعد شهر رمضان. حتى في إسرائيل سُمعت أصوات تدعو إلى تأجيل تقديم الصفقة التي من المتوقع ألّا تلاقي موافقة واسعة من جانب العالم العربي. وفي الواقع منذ تأسيس الجامعة العربية في سنة 1945، لم يظهر العالم العربي منقسماً كما هو عليه اليوم.
- الرفض الفلسطيني للصفقة من دون معرفة مضمونها هو بمثابة قرار استراتيجي، لكن رفض المجيء إلى البحرين والاستماع إلى تفاصيل الخطة هو خطوة تكتيكية خاطئة. يجازف الفلسطينيون بكل شيء ويمكن التنبؤ بأنهم سيخسرون.
- يتعين على الأردن التفكير في مسار جديد وبسرعة. إن تردد الملك لا يساعد على استقرار المملكة، ويجب أن يتعلم من جرأة والده الحسين. يجب عليه أن يحسّن علناً العلاقات مع إسرائيل، ويجدد العمل باتفاقات تسوفر ونهاريم، وأن يتوقف عن مقاطعة رئيس حكومة إسرائيل. إسرائيل من جهتها، ستساعده بأن تتعهد له عدم المس بمصالح الأردن في صفقة القرن.
- من المتوقع أن تنتهج مصر موقف الوسيط، والتعاون العلني مع إسرائيل سيزيد من هيبة مصر ويحسّن مكانتها.
- الكرة الآن عند الفلسطينيين. إذا استمروا في رفضهم، سيزيدون قوة الشعور بأن رفضهم مرض مزمن، وأنهم غير معنيين فعلاً بالحل الدائم. من المحتمل أنهم يعتقدون أن الوضع الحالي أفضل بالنسبة إليهم من حل إشكالي. هناك من قال إن المنطق الوحيد في الشرق الأوسط هو أنه لا يوجد منطق.