ليس لدى الحكومة أي سياسة في مواجهة غزة. فقط الخوف
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • ماذا سيقولون في العالم؟ منذ سنوات تتذرع الحكومة الإسرائيلية بذلك في عدم سعيها فعلاً لإخضاع التنظيمات الإرهابية في غزة؟ لماذا هذه ذريعة؟ لأن المجتمع الدولي ليس هو الذي يوقفها. بعد سنة من معارك الاستنزاف في مواجهة "حماس" والجهاد الإسلامي يمكن القول، بوضوح، أنه إذا أرادت إسرائيل إخضاع هذين التنظيمين فإن التنديدات في الساحة الدولية، وحتى في الدول العربية، لن تصُّم الآذان.
  • قبل انتهاء جولة القتل الأخيرة التي حصدت حياة أربعة إسرائيليين، صدرت عدة بيانات تندد بإطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل. الذين أصدروا بيان إدانة كهذا هم أصدقاؤنا في واشنطن، ووارسو، وبراغ. لكن هذا البيان صدر أيضاً عن قصر الإليزيه، وعن أوسلو وحتى عن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني التي لا تُعتبر قط من أحباء صهيون الكبار. من دون إدانة "للعنف من الطرفين"، ومن دون محاولة إقامة توازن مصطنع، ومن دون كلام مستهلك تعودنا عليه في الماضي – وقفوا في أوروبا بصورة قاطعة إلى جانب إسرائيل وضد "حماس".
  • اختار المستوى السياسي في إسرائيل إغلاق سمعه وبصره عن بيانات الدعم والتأييد، وعن الضوء الأخضر للعملية الذي حصلت عليه إسرائيل من المجتمع الدولي. لقد اختارت إسرائيل فعلياً تجاهل الواقع منذ خمس سنوات، منذ عملية السور الواقي سنة 2014. وطوال 50 يوماً لم يحدث القتال الدائر في غزة ضغطاً حقيقياً على إسرائيل. عمل سياسي مكثف وناجع منح الجيش الإسرائيلي نفساً طويلاً لم نر مثله منذ سنوات طويلة، لكن في القدس وفي الكرياه لم ينجحوا في استغلال ذلك، وبدلاً من تحقيق إنجازات سياسية حقيقية اكتفوا بالعودة إلى التفاهمات عينها التي تحققت قبل عامين، في عملية عمود سحاب.
  • سيكون من المبالغ فيه القول إن العالم يسمح للجيش الإسرائيلي "بالانتصار"، لكن أيضاً حكومة إسرائيل في الحقيقة لا تمكّنه من ذلك. إسرائيل في سنة 2019 ألقت جانباً العقيدة الأمنية الإسرائيلية التي استندت على الدوام إلى ثلاثة مبادىء - الإنذار، الردع، الحسم. المبدأ الأول تآكل جداً، الثاني ضعف، والثالث لم يعد مطروحاً. لم تعد إسرائيل تسعى للحسم، وهي تفضل إدارة جولة تلو الأُخرى.
  • الحسم ليس مُلزماً بأن يكون عسكرياً، ويمكن أن يحصل في المستوى السياسي، لكن من أجل تحقيق الحسم يجب تحديد أهداف وغايات. تقوم "حماس" بذلك بنجاح منذ أكثر من سنة - تحويل الأموال من قطر إلى القطاع، وتوسيع المنطقة المسموح فيها بالصيد، ودخول مواد أولية إضافية إلى القطاع، وزيادة ساعات التزود بالكهرباء وغيرها - كلها أهداف سياسية ومدنية من أجلها خاضت "حماس" القتال وحققت معظمها.
  • في المقابل، إسرائيل لا تتحرك انطلاقاً من تحقيق أهداف، بل من خوف. خوف من تحديد أهداف سياسية، وخوف من مواجهة مستمرة. المستوى السياسي يتخوف من تحديد أهداف، والسبب بسيط: إذا لم تحدد هدفاً لا يمكنك أن تفشل في تحقيقه.
  • في الصور التي نُشرت بشأن تقديرات الوضع التي أجراها رئيس الحكومة في الجولات الأخيرة لم نشاهد أي شخصية سياسية. والأصوات الوحيدة التي سُمعت في الغرفة هي أصوات العسكر والأجهزة الأمنية، من هنا فإن صندوق الأدوات الموجود بتصرف متخذي القرارات ليس كاملاً، ومنذ البداية يقتصر على الخيار العسكري، ومعنى ذلك استمرار المسار المعروف الذي لا يؤدي إلى شيء.

لا يضيرنا التذكير بكلام الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت الذي قال لشعبه إن الأمر الوحيد الذي يجب عليه أن يخاف منه، هو الخوف نفسه.