معضلة إيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  •  تفاقمت حدة المعركة على مستقبل إيران في الأيام الأخيرة. فقد شدّد الأميركيون عقوباتهم على النظام الإسلامي، وعلى رأسها إلغاء الإعفاءات على شراء النفط الإيراني، وإعلان الحرس الثوري تنظيماً إرهابياً، وحظر استيراد المعادن من إيران وإلغاء الإذن الممنوح لإيران ضمن إطار الاتفاق النووي لتصدير فائض يورانيوم منخفض التخصيب ومياه ثقيلة. لقد أُعطي لها هذا الإذن للسماح لها بإنتاج مواد من دون تخزينها بكميات أكبر مما هو مسموح به في الاتفاق. كما وجّه الأميركيون قوات لهم نحو إيران.
  • من جهتها، أعلنت طهران أنه إذا لم تتحرك أوروبا من أجل التخفيف من الانعكاسات الاقتصادية للعقوبات الأميركية، فإنها ستنسحب بالتدريج من كل تعهداتها في الاتفاق النووي، ويهدد قادتها بمهاجمة الأميركيين وحلفائهم. من جهتهم، يشدد الأوروبيون في ردهم على تمسكهم بالاتفاق، وعلى أنه إذا توقفت إيران عن تنفيذ الاتفاق بصورة كاملة فإنهم سيضطرون إلى تجديد العقوبات. وكما هو منتظر، تقف روسيا والصين إلى جانب إيران، في هذه الأثناء يستمر الغضب في الساحة الداخلية الإيرانية على خلفية الضائقة الاقتصادية. خبراء نوويون في الغرب يواصلون نشر تحليلات عن الأرشيف النووي الإيراني توضح مدى تقدم المشروع النووي العسكري الإيراني حتى سنة 2003، ومدى عدم مسؤولية الوكالة الدولية للطاقة النووية فيما يتعلق بالاتفاق النووي ( الوكالة نفسها تستمر في المحافظة على الصمت في هذا الشأن).
  • إن الهدف الأعلى للنظام الإيراني هو المحافظة على بقائه، وإنقاذ الاتفاق النووي الذي يمنحه القدرة على أن ينتج من دون إزعاج ترسانة كبيرة من السلاح النووي خلال 11 عاماً. في طهران يتخوفون من أن الهدف من الضغوط الأميركية التسريع في استبدال النظام، وليس فقط كبح إيران عن الحصول على سلاح نووي، وكبح تطلعاتها إلى الهيمنة الإقليمية.
  • في داخل القيادة الإيرانية يدور جدل بشأن سبل مواجهة الضغط الأميركي: المطروح هو شد الحزام المالي ("اقتصاد الجهاد" بحسب الإيرانيين)، ومحاولة ابتزاز أوروبا، من خلال التهديدات، للتعويض عن الخسائر الاقتصادية المتوقعة نتيجة العقوبات، وردع الأميركيين من خلال التهديدات العسكرية لهم ولحلفائهم، انطلاقاً من الافتراض أن ترامب وأقساماً من إدارته لا يريدون تصعيداً. ليس أكيداً أن التصريحات الإيرانية الأخيرة تكشف حسماً واضحاً، ومن المحتمل أن التهديدات الموجهة إلى الغرب هي بالون اختبار، في تقدير الإيرانيين أنهم قادرون على الامتناع من تنفيذها. مع ذلك فإن هذه التهديدات تدفع بالنظام إلى مسار من شأنه مفاقمة ضائقته: اضطرار أوروبا إلى التحرك نحو التنصل من الاتفاق، وازدياد فرص التصعيد.
  • يبدو أن الإيرانيين يفضلون انتظار نتائج الانتخابات المقبلة للرئاسة الأميركية قبل أن يتخذوا قراراً، على أمل أن يأتي محل ترامب رئيس ديمقراطي يعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق. مع ذلك، يعتقد خامنئي أنه من دون رد مباشر على تفاقم التهديدات، ستتآكل مكانة النظام وسط الإيرانيين، وستشكل الضائقة الاقتصادية خطراً على استقرار النظام. مع ذلك، من المعقول أن طهران ستسعى للامتناع في المرحلة الحالية من أن تتحدى عسكرياً بصورة مباشرة الولايات المتحدة، انطلاقاً من إدراكها حدود قوتها وقابليتها للتأثر بالقدرات العسكرية الأميركية.
  • يبدو أن هذا الإدراك هو في أساس اتخاذ القرارات في الولايات المتحدة. يريد الأميركيون إخراج الإيرانيين من توازنهم، من خلال إجبارهم على اتخاذ قرارات قبل المعركة الانتخابية، ووضعهم أمام معضلة: هل يتمسكون بالاتفاق أم يخرقونه تماماً ويعرّضون بقاء نظامهم للخطر، أو يخضعون للضغوط ويوافقون على طرح الاتفاق على البحث من جديد. في هذه المرحلة يرفض الإيرانيون الخضوع، لكن فشل جهود الخروج من الضائقة والغليان الداخلي يمكن أن يجبرهم على السير في هذا الاتجاه.
  • يتعين على إسرائيل أن تدعم الولايات المتحدة في جهودها لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وينبغي لها أن تكون مستعدة لإمكان انعكاس ارتفاع التوتر عليها، وأن يؤدي ذلك إلى التصعيد في مواجهة التنظيمات التي تدور في فلك إيران وعلى رأسها حزب الله، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وحركة "حماس".
 

المزيد ضمن العدد 3083