الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان: إنجاز استراتيجي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • على خلفية الأحداث في غزة واحتدام المعركة الانتخابية، جرى تقديم إعلان الرئيس الأميركي اعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان كهدية انتخابية لصديقه رئيس الحكومة نتنياهو.
  • هذا التفسير يظلم القرار التاريخي. فالمقصود إنجاز استراتيجي لا يقل أهمية عن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وبمعنى من المعاني هو يفوقها أهمية. نقل السفارة عزز النضال من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأعطى دولاً أُخرى الشرعية للقيام بمثلها، لكن الإعلان الأميركي بشأن هضبة الجولان له أهمية أكبر بكثير، والمساهمة الذي يقدمها لأمن الدولة كبيرة جداً.
  • أولاً، على الدوام كان للسيطرة على الجولان أهمية حاسمة بالنسبة إلى أمن إسرائيل. حالياً بعد تفكك سورية في سنوات الحرب الأهلية وإعادة توحيدها من جديد في السنة الأخيرة، تضاعفت أهمية هضبة الجولان أضعاف الأضعاف، وخصوصاً بعد التدخل العميق لكل من إيران وحزب الله في سورية.
  • بالإضافة إلى ذلك، يتضمن الإعلان الأميركي نوعاً من التعويض المبرر عن الشرخ الناشىء في معادلة القوى العظمى في المنطقة، بعد إعلان الولايات المتحدة إنهاء وجودها العسكري على الساحة السورية. لم تعد روسيا التي استحوذت على المنطقة مهتمة كثيراً بالمحافظة على المصالح الأمنية لإسرائيل. إعلان ترامب بشأن الجولان هو إشارة إلى الروس إلى أن عليهم عدم حشر إسرائيل في الزاوية. وهو ينطوي أيضاً على تحذير من أن الولايات المتحدة ما تزال هنا، حتى من دون وجود عسكري، وأن عدم أخذ المصلحة الإسرائيلية في الحسبان، سيكون له ثمن سيدفعه حلفاء روسيا.
  • بالإضافة إلى الاعتبارات الأمنية والسياسية، الإعلان الأميركي هو بمثابة إنصاف تاريخي لسكان الجولان من الرواد الذين استثمروا حياتهم ومستقبلهم من أجل جعل الهضبة تكتسي باللون الأخضر.
  • في النهاية وعلى الرغم من الانقسام الأيديولوجي الحاد القائم في المجتمع الإسرائيلي، يبدو أن موضوع الجولان يحظى بإجماع شامل تقريباً بشأن أهميته وضرورته لأمن إسرائيل.

مما لا شك فيه أن سورية التي تعيد بناء نفسها كدولة ستخوض نضالاً دولياً دفاعاً عن السردية التي تعتبر هضبة الجولان أرضاً سورية محتلة، ورفض الضم والسيادة الإسرائيلية. وستضطر إسرائيل إلى خوض معركة غير بسيطة للحصول على الشرعية، وفي الوقت عينه عليها مضاعفة جهدها لمنع التمركز الإيراني في الجانب الثاني من هضبة الجولان. الإعلان الأميركي من دون شك سيساعد هذه الجهود. 

 

المزيد ضمن العدد 3058