نتنياهو والجيش الإسرائيلي يحاولان منع وقوع "سبت أسود" قبل الانتخابات
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يريد بأي ثمن تقريباً منع وقوع معركة كبيرة في قطاع غزة قبل الانتخابات. وقد أوضح موقفه هذا خلال الاستشارات الأمنية التي أجراها يوم أمس في الكرياه [مقر هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في تل أبيب]. هو لم يقل ذلك صراحة ولم يذكر الانتخابات، لكن الحاضرين فهموه جيداً. أيضاً الجيش الإسرائيلي لا يريد، لأسباب عملانية، الدخول في عملية عسكرية واسعة في القطاع، قد تكون غير مجدية وغير حاسمة بما فيه الكفاية في الفترة الحالية.
  • لكن ما يقلق بال الشاباك فعلاً والاستخبارات العسكرية والمؤسسة الأمنية هو "أعمال شغب ضخمة" تحضّر لها "حماس" على طول السياج يومي الجمعة والسبت القادمين (في ذكرى مرور سنة على "مسيرات العودة"). تتوقع التقديرات الإسرائيلية أن تؤدي هذه التظاهرات إلى مقتل عدد كبير من الفلسطينيين ووقوع مئات الجرحى. وبذلك ستجد "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي نفسيهما مضطرتين إلى الرد من خلال قصف كثيف بالصواريخ والقذائف المدفعية من كل العيارات، ونتيجة ذلك سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى شن عملية برية واسعة في القطاع لوقف إطلاق الصواريخ، ربما في الأسبوع المقبل.
  • في الجيش الإسرائيلي وفي الشاباك يعتقدون أن الانجرار إلى مثل هذه المعركة في غزة في الأسبوع المقبل هو أمر غير مرغوب فيه. ليس فقط بسبب التوقيت عشية الانتخابات وتأليف حكومة، بل لأن العملية بحد ذاتها لن تكون ناجعة ولن تحقق أهدافها. ويفضلون في الجيش توقيتاً آخر تختاره إسرائيل وليس "حماس"، على ما يبدو في الصيف، إذ يمكن استخدام عنصرالمفاجأة وأساليب ووسائل أُخرى. لذلك لا يريدون في الجيش الانجرار إلى عملية في نهاية هذا الأسبوع.
  • ثمة اعتبار أمني إضافي هو مسألة الشرعية الدولية. بعد وقوع عشرات القتلى "الأبرياء" على السياج سيكون من الصعب على دولة إسرائيل أن تبرر أمام الرأي العام الدولي وأمام مجلس الأمن ما يعتبره الروس والعرب " عدواناً وحشياً " ضد الغزّيين الأبرياء.
  • وخلاصة القول إن الرغبة السياسية الشخصية لنتنياهو في الوصول إلى يوم الانتخابات من دون تصعيد في غزة يمكن أن يؤذيه في صناديق الاقتراع، وتقاطع ذلك مع رغبة الجيش في عدم الانجرار إلى عملية واسعة النطاق في غزة نتيجة احتمال وقوع قتلى بين المتظاهرين على السياج في نهاية الأسبوع.
  • لذلك أمر رئيس الحكومة أمس الجيش بالقيام بقصف القطاع بصورة محدودة القوة والامتناع من إيقاع قتلى وجرحى. لكن الأساس أن نتنياهو أمر ببذل كل جهد من أجل منع "أعمال شغب ضخمة" على السياج في غزة خلال يومي الجمعة والسبت.
  • لذلك تدور حالياً مفاوضات مع "حماس" بواسطة المصريين من أجل عدم إحباط فرص موافقة الحركة على التخفيف من حدة التظاهرات على السياج، وألاّ يتسبب القصف الإسرائيلي بوقوع إصابات بشرية، وأن يبقى الضرر الذي يلحقه بالبنية التحتية للذراع العسكرية للحركة غير خطِر.
  • يحاول الجيش الإسرائيلي الادعاء أن الضرر المتراكم سيؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع القدرات العسكرية لـ"حماس"، لكن هذه المسألة أيضاً هي موضع خلاف داخل المؤسسة الأمنية. إن زيادة عدد القوات التي أعلنها الجيش أمس بعد نقاشات مع رئيس الحكومة تهدف إلى تجسيد التهديد الإسرائيلي لـ"حماس" من أجل التخفيف من حدة التظاهرات في نهاية الأسبوع - وفي الأساس مطالبة المتظاهرين بعدم الاقتراب من السياج  والبقاء على مسافة 100 متر بعيداً عنه - وأيضاً من أجل أن يكون الجيش مستعداً فعلاً لمواجهة تصعيد كبير.
  • على أي حال، الكرة تنتقل الآن من مرمى إلى آخر، بين إسرائيل التي يمثلها رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات والجنرال أحمد عبد الخالق رئيس وفد الوساطة المصرية، وبين قيادة "حماس"، بينها إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وقيادة الجهاد الإسلامي.
  • جميع الأطراف تسير الآن على البيض، خوفاً من إغضاب شركائها في المفاوضات، وتجهد في الوقت عينه من أجل تضخيم الإنجازات في المواجهة الحالية، وتقليص الأضرار التي تلحق بالوعي التي يتكبدها الطرفان حالياً. ليس فقط الجيش الإسرائيلي ورئيس الحكومة نتنياهو، بل أيضاً السنوار وهنية. 
 

المزيد ضمن العدد 3058