على حافة الاشتعال
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في الباحة الخلفية لدولة إسرائيل، في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، تزداد مؤشرات اندلاع ثورة جديدة. المواجهات في باب الرحمة في مدينة القدس القديمة، وعلى طول السياج في قطاع غزة، هي التعبير العلني عن هذا الوضع القابل للانفجار. لكن ما لا يقل خطورة هي القيود الاقتصادية: حسم الضرائب الذي فرضته حكومة إسرائيل على جزء مهم من مداخيل السلطة الفلسطينية، تجميد المساعدة الأميركية، والبطالة المتصاعدة التي تضيف يومياً آلاف الشباب الفلسطينيين إلى دائرة المحتاجين.
- الجيش الإسرائيلي والشاباك، اللذان يتابعان عن قرب مؤشرات الاشتعال، سبق أن حذّرا المجلس الوزاري الأمني - السياسي من احتمال حدوثه، وهما يحثان الحكومة على إقرار تسهيلات في مجال العمل والسماح بتحويل الأموال، من أجل محاولة تبديد التوتر الآخذ في الازدياد. لكن في مقابل هذه التقديرات والاقتراحات يوجد فراغ حكومي وسلطة تخوض معركة سياسية على البقاء.
- حكم كهذا يديره وزير الدفاع ورئيس الحكومة المنهمك في معالجة تعقيدات قانونية، ويعبىء أفضل قدراته للدفاع عن نفسه في مواجهة شياطين سياسية وقانونية أو إعلامية، يمكن ألاّ يلاحظ الخطر الذي يهدد أمن الدولة، أو أن يتجاهل التحذيرات التي تصل إليه من الجهات الأمنية المهنية.
- في جو تحول فيه المس بالبنية الاقتصادية الفلسطينية إلى استراتيجيا سياسية لدى اليمين، وبينما يدور التنافس بين أحزاب اليمين حول إرضاء المستوطنين، وتهويد القدس الشرقية و"الوقوف بقوة" ضد الانسحاب، فإن الانعكاسات الخطرة لهذه الاستراتيجيا على أمن الدولة لا تؤثر كثيراً في متخذي القرارات. الأخطر من ذلك، عدم الثقة بحكمة رئيس الحكومة تثير أحياناً الشك في أن نتنياهو يمكن أن يرى في انفجار عسكري "خشبة خلاص" انتخابية.
- مواجهة عنيفة واسعة النطاق ليست أمراً حتمياً. حتى من دون عملية سياسية واسعة تستطيع إسرائيل أن تقترح وسائل وسبلاً لخفض مستوى التوتر. مثلما سمحت لقطر، بخلاف مبادئها السابقة، بإدخال عشرات ملايين الدولارات إلى غزة للحؤول دون اندلاع العنف، فهي تستطيع أن تتبنى الاقتراح الذي قدمته الجهات الأمنية بزيادة عدد أذونات العمل في إسرائيل التي تُعطى للفلسطينيين، وتسهيل مرور شاحنات البضائع ومواد البناء إلى غزة بصورة كبيرة، والمساعدة في تجنيد استثمارات لتطوير البنى التحتية في الضفة.
- صحيح أن الجيش أوضح أنه مستعد لمواجهة أي سيناريو حربي، وأن رئيس الأركان أمر بالاستعداد للمواجهة في غزة، لكن يجب ألاّ نخدع الجمهور بالقول إن مثل هذه المواجهة لا مفر منها، وأن نلوح بالدعم الذي تقدمه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل.
- يتعين على حكومة إسرائيل أن تثبت للجمهور أنها تتعامل بجدية مع تهديد انفجار العنف، وأن تستخدم على الفور الوسائل المدنية التي يمكن أن تبدده.