استقالة ظريف يمكن أن تكون الخطوة الأخيرة قبل انسحاب إيران من الاتفاق النووي
تاريخ المقال
المصدر
- الاستقالة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هي، على ما يبدو، مؤشر إلى نهاية أو إنقاذ في اللحظة الأخيرة للاتفاق النووي العائد إلى سنة 2015. على افتراض أن الاستقالة ستُقبل، وليست استقالة مفروضة مثل استقالة سعد الحريري عندما أجبرت السعودية رئيس الحكومة اللبنانية على الاستقالة، فإنها تشكل نقطة تحوّل واضحة.
- كان ظريف الوجه الذي مثّل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الاتفاق النووي سنة 2015، وطوال سنين دافع عنه في مواجهة الفريق الإيراني المتشدد. الدفاع عن الاتفاق داخل إيران أصبح أكثر صعوبة بعد خروج الولايات المتحدة منه في أيار/مايو. وأصبح أصعب أكثر عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة في آب/أغسطس، وفرضت عقوبات نفطية كاملة في تشرين الثاني/نوفمبر.
- على الرغم من أن إيران هددت بالانسحاب رداً على ذلك، إلاّ إنها بقيت في الاتفاق حتى الآن، تقريباً بعد مرور 10 أشهر على الانسحاب الأميركي. في هذه الأثناء كانت المساعدة التي تعهّد الاتحاد الأوروبي بتقديمها للالتفاف على العقوبات بطيئة وتكاد لا تُذكر.
- مؤخراً فقط أعلن الاتحاد الأوروبي أخيراً آلية خاصة تسمح بالتجارة مع إيران تلتف على العقوبات الأميركية، والواضح الآن نسبياً أن تأثيرها سيكون محدوداً جداً. إيران غضبت أيضاً من هذه الكتلة لأنها دعمت الولايات المتحدة في محاولتها تقليص تجاربها على الصواريخ الباليستية وتقليص وجودها [العسكري] في سورية. وقد صعّدت الجمهورية الإسلامية تهديدها بالانسحاب من الاتفاق وأعلنت عن مجموعة من الأنشطة النووية التي تنوي مواصلتها في اللحظة التي ستغادر فيها الاتفاق.
- بالنسبة إلى طهران، استقالة ظريف يمكن أن تشكل الخطوة الأخيرة قبل الانسحاب من الاتفاق. من جهة ثانية، ظريف يمكن أن يكون كبش الفداء الذي اقترح حسن روحاني تقديمه إلى معارضي الاتفاق من أجل الدفاع عن الصفقة وعن قوته فترة إضافية من الوقت.
- إجبار ظريف على الاستقالة يمكن أن يعطي المتشددين في النظام سيطرة كبيرة على المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وأطراف أُخرى، ويمنحهم فرصة للتهديد بصورة مباشرة أكثر من أجل الضغط والحصول على تنازلات. وعلى أي حال، استقالة ظريف هي منعطف والمواجهة النووية أصبحت الآن أكثر تعقيداً.