التصريح الروسي ضد الهجمات في سورية: ليس مجرد كلام فقط
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • بعد المواجهة العسكرية التي وقعت ليل الاثنين في الساحة السورية بين إسرائيل، والحرس الثوري الإيراني وسورية، جرت أمس (الخميس) مواجهة من نوع آخر "لينة" بين الأطراف عبر وسائل دبلوماسية ومن خلال وسائل الإعلام. هكذا تدور الصراعات في الساحة الدولية في العقد الثاني لهذه الألفية، الجولة تستمر لكن بوسائل غير عنفية.
  • لقد كان السوريون هم الذين بادروا إلى ذلك من خلال تقديم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة طالبوا فيها إسرائيل بالتوقف عن انتهاك سيادتهم ووقف هجماتها على أراضيهم. مندوب سورية في الأمم المتحدة لم يذكر كلمة واحدة عن التورط الإيراني، لكن من وراء الكواليس يمكن التقدير بكثير من الثقة أن النظام في دمشق احتج أمام روسيا لأنها تسمح لإسرائيل بمهاجمة أراضيه ولا تتخذ موقفاً.
  • خلال يومي الأحد والاثنين، اكتفت قيادة الجيش الروسي في سورية بإصدار بيانات إعلامية مقتضبة من دون إدانة ومن دون تقديم مطالب إلى إسرائيل، الأمر الذي أغضب جداً دمشق. من جهتها لا ترغب روسيا في إغضاب الأسد لأنها تعتمد على حسن نيته واستمرار دعوته لها، مما يمنح روسيا الشرعية للاحتفاظ بقواعد جوية وبحرية على شواطىء البحر المتوسط، للمرة الأولى في تاريخها منذ أيام القياصرة.
  • تريد روسيا أيضاً أن تربح من إعادة إعمار سورية بعد الحرب، وهي بحاجة إلى رضى النظام في دمشق من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تؤدي إلى استقرار التهدئة في سورية، التي من بعدها يمكن البدء بإعادة إعمار الدولة.
  • لهذه الأسباب كلها، صدر بيان الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية الذي أدانت فيه العمليات الإسرائيلية وطلبت من إسرائيل التوقف عن شن هجمات داخل الأراضي السورية. تماماً كما طلب منها النظام في دمشق.
  • لكن بيان الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية تضمن عبارة مهمة جاء فيها أن على جميع الأطراف التوقف عن تسوية نزاعاتهم الجيو- سياسية في سورية. هذه العبارة ليست موجهة إلى أسماع الإسرائيليين فقط، بل أيضاً في الأساس إلى أسماع آيات الله في إيران.
  • وراء هذا الكلام معلومات موثوقة جداً نشرتها اليوم الصحيفة الكويتية "الجريدة"، تحدثت عن قيام قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري، قبل خمسة أيام بجولة في هضبة الجولان السورية على مسافة 45 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
  • يمكن الافتراض أن الهدف من المعلومات التي نشرتها الصحيفة الكويتية هو أن تصل إلى الروس. لقد سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تعهد أمام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأيضاً أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بابعاد الإيرانيين إلى مسافة 80 كيلومتراً على الأقل من خط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل في هضبة الجولان. إذا كان صحيحاً أن سليماني قام في 18 كانون الثاني/يناير بمثل هذه  الزيارة إلى هذه المنطقة، فإن هذا يعتبر انتهاكاً واضحاً للتعهدات التي أعطاها الكرملين إلى القدس وواشنطن.
  • بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل جداً أن تكون الزيارة التي قام بها سليماني إلى سورية قبل بضعة أيام هدفها الإعداد للصاروخ الذي أطلقه أنصاره نحو شمال هضبة الجولان.
  • مع ذلك، يجب أن نتعامل بجدية مع التصريح الروسي، فهو ليس ضريبة كلامية يدفعها الكرملين إلى دمشق، التي خسرت في المواجهة الأخيرة بضع بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، بل يدل أيضاً على نية جدية لدى روسيا لتقييد حرية العمل الجوي في سورية، الأمر الذي يمكن أن يقيد تحرك إسرائيل ضد التمركز الإيراني هناك.

الوضع حالياً حساس للغاية ويجب على المجلس الوزاري المصغر أن يناقش بعناية الخطوات المقبلة.