حركة BDS التعبير الأبرز والأكثر تطرفاً عن ارتفاع مظاهر معاداة السامية في أوساط اليسار الأميركي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • لم يعد خافياً أن الولايات المتحدة تشهد في الآونة الأخيرة ارتفاعاً في مظاهر معاداة السامية ولا سيما في أوساط قوى اليسار الأميركي، وتعتبر خطرة للغاية على المدى البعيد. وتُعدّ حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها BDS بمثابة التعبير الأبرز والأكثر تطرفاً عنها.
  • تحاول هذه الحركة الادعاء بأن نشاطاتها موجهة ضد الاحتلال والمستوطنات فقط، غير أن تصريحات قادتها ومؤيديها، على غرار الكاتبة المعادية للسامية أليس ووكر، الحائزة على جائزة "بوليتزر" عن كتابها "اللون الأرجواني"، لا تدع أي مجال للشك في أن غايتها الحقيقية هي رفض حق الشعب اليهودي في إقامة دولة خاصة به ومحو إسرائيل من الخارطة.
  • وتتحمل حركة BDS المسؤولية عن أعمال العنف ضد طلبة يهود في عدة جامعات في الولايات المتحدة. لكن الأمر الأخطر هو تأثير هذه الحركة ومندوبيها في السياسة الأميركية العامة، وخصوصاً في أروقة الحزب الديمقراطي. ووفقاً لما كتبه المحلل السياسي روس داوتات، في عموده الأسبوعي الذي نشره في صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الفائت تحت العنوان "عنصريون في اليمين ومعادون للسامية في اليسار"، ثمة احتمال بأن يتحوّل الحزب الديمقراطي في المستقبل غير البعيد إلى حصن لجيل جديد من الناشطين اليساريين أصحاب الأفكار المسبقة والمُصابين برهاب اليهود. وفي هذا السياق ذكر داوتات أن المعادي للسامية المتطرف لويس فرحان زعيم "أمة الإسلام" كان من بين منظمي "مسيرة النساء"، التي أقامها الحزب الديمقراطي الأسبوع الفائت، ولولا تدخل القيادة الرسمية للحزب في آخر لحظة لكانت رُفعت فيها شعارات معادية للسامية وإسرائيل.
  • لا شك في أن هذه التطورات تشكل معضلة صعبة بالنسبة إلى الحزب الديمقراطي، لكنها تشكل معضلة أصعب بالنسبة إلى غالبية اليهود في الولايات المتحدة، والتي تعتبر هذا الحزب بمنزلة بيتها السياسي ويحصل على معظم أصواتها في الانتخابات الأميركية العامة.
  • والسؤال المطروح الآن هو: هل سيتحرك هؤلاء اليهود لمواجهة هذه الموجة من العداء للسامية في أوساط الحزب الديمقراطي بكل شجاعة وحزم، أم سيتعامون عنها كما تعامى يهود ألمانيا عن معاداة السامية في بلدهم في ثلاثينيات القرن العشرين الفائت؟.