كيف يشجع الحاخامون الإرهاب اليهودي ضد العرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الحاخام شموئيل إلياهو، حاخام صفد ومن الشخصيات البارزة في المجتمع اليهودي الديني، يعتقد أن ظلماً لحق بالشبان المتهمين بقتل الفلسطينية عائشة الرابي. في درس الهالاخاه [الفقه اليهودي] تحدث خلاله مع تلامذة يشيفا "بري هآرتس" [ثمار الأرض] - اليشيفا التي يتعلم فيها المشتبه بهم - قال إن جهاز القضاء فاسد، ويتعامل مع الشبان المتهمين بإجحاف. وادّعى الحاخام إلياهو أمام الشبان أن مؤسسات الدولة تميز في معاملتها لمصلحة العرب. والواقع أن اتهام الشبان برشق الحجارة على سيارة عائشة الرابي، أم لثمانية أولاد، والتسبب بموتها، لا يؤثر فيه بصورة خاصة. "عندما يرشق العرب الحجارة في الضفة الغربية، هذا مقبول، لكن إذا كان من فعل ذلك يهودياً، يتحرك الشاباك كله، أي نوع من القانون هذا؟ وأين كُتب هذا القانون؟"
  • مضمون الاجتماع مع تلامذة يشيفا "بري هآرتس" هو بمثابة تأييد للمتهمين بالإرهاب. والاستخفاف برشق الحجارة الذي أدى إلى المأساة - "ماذا حدث؟" بماذا يتهمونكم؟ رشقتم بحجر" - هواحتقار إجرامي لحياة الإنسان، وتحريض غير مباشر على القتل. لكن بالنسبة إلى الحاخام إلياهو الهدف يبرر الوسيلة. والهدف هو "السيطرة على الحكم". ومن أجل ذلك يقول أن الطريق إلى زعامة الدولة تمر بالسجن.
  • هكذا ينمّون الأعشاب الضارة العنصرية في المجتمع الإسرائيلي: زعيم روحاني يمنح شرعية لمهاجمة العرب، ويحقنها بإيديولوجيا فقهية، ويواصل الحصول على راتبه من الدولة.
  • بالإضافة إلى أن إلياهو، حاخام مدينة صفد، هو أيضاً عضو في مجلس الحاخامين الرئيسي، وعضو اللجنة القطرية للكشيروت [الطعام الحلال] والميكفوت [طقوس الحمامات] في الحاخامية الرئيسية. لذا عندما يدّعي أمام تلامذة اليشيفا بأن جهاز القضاء وسائر مؤسسات الدولة هي "أجهزة فاسدة"، فإنه لم يكن مخطئاً تماماً. فقط في نظام فاسد يستطيع شخص عارض بصراحة وجود طلاب عرب في كلية صفد الأكاديمية، وعبّر عن تأييده لترحيل العرب خارج إسرائيل وإصدار قانون يمنع اليهود من تأجير الشقق لغير اليهود – الاستمرار في الاحتفاظ بمنصبه الرسمي. فقط نظام لا يعرف كيف يضع حدوداً للتحريض، والعنصرية، والتطرف، ويعطي الأولوية "لليهودية" على الديمقراطية"، يمكنه التعامل مع شخص مثل إلياهو بمثل هذا التسامح الإجرامي.
  • قبل عامين تقدم المركز الإصلاحي وبعض المنظمات الأُخرى بطلب التماس إلى محكمة العدل العليا، مطالبين بإحالة الحاخام إلياهو على محاكمة تأديبية بسبب تصريحات سابقة. وزيرة العدل إيلييت شاكيد تهربت من اتخاذ أي خطوة ضده، وبعد ضغط من طلب الالتماس صرحت بأنها أجرت معه "حديثاً توضيحياً". نأمل هذه المرة بأن يتخذ المستشار القانوني للحكومة القرار المطلوب وأن يقيل إلياهو من مهماته الرسمية.