كوخافي هو الرجل المناسب لمواجهة تحديات الجيش بنجاح
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • التقيت أفيف كوخافي - الذي أصبح بدءاً من اليوم جنرالاً ورئيساً لهيئة الأركان - قبل أسبوعين، في يوم الأهل للمظليين. ابنته وابني يخدمان في السرية عينها. هي مدربة مظليين، وابني مقاتل. رأيته يجلس على جنب مع زوجته مع جمهور الأهل، من دون أي ضجة من حوله. تحدثنا قليلاً عن المستقبل. وقلت لنفسي: كم هو بسيط ومتواضع، وكم هي كبيرة المسؤوليات التي ستُلقى على عاتقه بعد أيام معدودة.
  • تذكرت تدريباً للواء المظليين عندما كان كوخافي قائداً للواء، وكنت حينها قائداً لفيلق لبنان، التقيته قبل عملية تحليق جوي كانت الأكبر حتى ذلك الحين قبل حرب لبنان الثانية في سنة 2006. تجولنا بين الجنود وبين الطائرات، لخص كوخافي أمامي مراحل التدريب المخطط له. لاحظت بريقاً في عينيه، الدخول إلى التفاصيل، وحبّه للجنود والقادة.
  • مرة أُخرى التقينا مجدداً في قيادة المنطقة الشمالية. هذه المرة هو كقائد للمنطقة وأنا كنائبه في الاحتياط. مجدداً أُعجبت بتفكيره المبدع والعميق، لدى قيامه بعملية منهجية لفحص الواقع المتغير في مواجهة الخطط العملانية للقيادة. تحت قيادته لم نترك شيئاً من دون أن نفحصه وطرحنا كل سؤال محتمل. وقمنا نحن قادة الأذرع، بدعوة شخصيات أكاديمية وكل من يمكنه أن يقدم مساعدة. في نهاية العملية قررنا تغيير التوجه، وتغيير التنظيم. كل شيء حدث بهدوء وبروح معنوية جيدة، وجرى تغيير القيادة الضخمة التي كيفت نفسها وفق روحية القائد.
  • يصل كوخافي إلى منصب رئيس هيئة الأركان مع خبرة كبيرة، وعلم ومعرفة بالمعارك الكبيرة التي سيضطر إلى قيادتها في الواقع الإقليمي المتغير بوتيرة سريعة. واقع معركة في الشمال معقدة وحساسة. معركة في مواجهة إيران والتنظيمات التي تدور في فلكها على أرض سورية، وأحياناً خارجها. روسيا، ربة البيت، لم تعد تتقبل بصورة إيجابية نشاطات الجيش الإسرائيلي في سورية، من هنا المطلوب عملية حازمة، مع تفكير عميق، من أجل تحقيق الهدف- أي لجم إيران من دون التدهور إلى حرب، ومن دون الدخول في مواجهة مع الروس بصورة خاصة.
  • الساحة الفلسطينية ذات حجم وتحدٍّ مختلفين تماماً. "حماس" في غزة، والسلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، واحتمال إرهاب دائم واحتكاك بالسكان الإسرائيليين - سواء في غلاف غزة أو في يهودا والسامرة. يختلف شكل التحرك ويتطلب أن يكون متلائماً مع التهديد المتغير. وكل ذلك يتطلب بناء قوة وملاءمتها- عبر تطبيق استراتيجيا انتصار وحسم.
  • يجب استخدام القوة بالحجم المطلوب، من خلال الفهم العميق لعظمة القوة في مقابل قيود القوة. في الجيش الإسرائيلي يحظى كوخافي بثقة كاملة واعتراف بقدراته كزعيم وقائد. في مواجهة المستوى السياسي المطلوب منه استخدام كفاءته من أجل خلق تفاهمات مشتركة، سواء بشأن استخدام القوة أو بنائها. سيكون مطلوباً من كوخافي مواصلة بناء القوة المتعدد السنوات، مع التشديد على تعاظم قوة الجيش والحرص على وضعه في الدرجة الأعلى للتكنولوجيا العملانية في المنطقة. وربما الأهم من هذا كله - الحرص على بقاء اليد البشرية الجيدة في صفوف جيش الشعب من ناحية، وإعطاء الأولوية للأفضل من ناحية ثانية.

بقاء قادة السرايا وقادة الكتائب الجيدين هو ضمانة لاستمرار  بقاء الجيش الإسرائيلي كقوة رائدة سواء عملانياً أو أخلاقياً وقيمياً، في المجتمع الإسرائيلي. في الخلاصة، التحديات صعبة وستكون أصعب وأكثر تعقيداً - وكوخافي هو الشخص المناسب لمواجهتها بنجاح.