في إسرائيل يكسرون الغموض: كي يعلم الإيرانيون ماذا يفعل سليماني
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • قال رئيس هيئة الأركان إن الجيش الإسرائيلي هاجم آلاف الأهداف في سورية، وكشف رئيس الحكومة عن مسؤولية إسرائيل عن الهجوم الذي استهدف دمشق في نهاية الأسبوع - ويبدو أن خلفية "كسر الغموض" لها علاقة تحديداً بما يجري داخل إيران. منذ سنة تقريباً، يدور في الجمهورية الإسلامية جدل حاد بشأن مسألة إلى أي مدى على إيران أن تتدخل في نزاعات خارج حدودها، وأن تنفق أموالاً طائلة على ذلك.
  • مؤيدو التدخل الإيراني في عمليات التخريب في شتى أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك مساعدة حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي و"حماس"، هم آيات الله المحافظون وعناصر الحرس الثوري الإيراني. قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" الذي يشكل جزءاً من الحرس الثوري، تابع مباشرة للزعيم الروحي والسياسي الأعلى علي خامنئي الذي يؤيد عملياته ويوافق على ميزانيات الذراع الخارجية لتصدير الثورة، أي فيلق القدس الذي يتزعمه سليماني.
  • المعسكر المعارض لتدخُّل إيران وعملياتها العسكرية والتخريبية في الخارج يشمل الرئيس حسن روحاني ومجموعة محترمة من آيات الله الذين يؤيدونه، وبينهم أيضاً إصلاحيون. يدّعي روحاني أن إيران بحاجة إلى التركيز على التطوير العسكري وعلى الاستعداد لمواجهات تقوي إيران استراتيجياً، شرط أن يجري ذلك داخل إيران وليس خارجها. كما يدّعي المعسكر الذي يترأسه روحاني أن كل الجهود لبناء محور رئيسي راديكالي يضم ميليشيات في العراق، وحزب الله في لبنان والفلسطينيين، ليس مفيداً، ويسلب موارد ضرورية من أجل تعزيز تعاظم القوة الاستراتيجية الإيرانية.
  • لذلك يؤيد روحاني مشروع الصواريخ الباليستية الذي تطوره إيران، ويؤيد أيضاً مبدئياً المشروع النووي العسكري الإيراني، لكنه يطالب بتقليص التدخل في لبنان، وسورية، والعراق، وفي قطاع غزة والضفة الغربية إلى الحد الأدنى. ونتيجة معارضة روحاني جرى تقليص الأموال التي تحوَّل إلى حزب الله، و"حماس"، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني - وخصوصاً بعد أن دخلت العقوبات الأميركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في حيز التنفيذ. العقوبات التي فُرضت بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، شملت حظراً جزئياً على تصدير النفط من إيران وعلى صفقات دولية، مالية وتجارية، مع إيران.
  • هذه الحقائق ضرورية كي نفهم لماذا قررت إسرائيل فجأة "كسر الغموض" فيما يتعلق بالنشاطات التي تقوم بها ضمن إطار "معركة بين الحروب" ضد التمركز الإيراني في سورية، وضد نقل سلاح نوعي إلى حزب الله، وضد مشروع تحسين دقة الصواريخ والقذائف الموجودة في سورية ولبنان.
  • في مقابلة أجرتها معه "النيويورك تايمز" قال رئيس هيئة الأركان إن إسرائيل نفذت آلاف الهجمات - أغلبيتها من الجو، بالإضافة إلى هجمات قامت بها وحدات خاصة وهجمات بصواريخ أرضية. رئيس الحكومة كرر هذه الحقائق في جلسة الحكومة اليوم. يمكن أن يكون أحد أسباب ذلك أن إسرائيل تريد التأكد من أن القيادة الإيرانية تعرف الخسائر والأضرار التي تكبدتها القوات الإيرانية في سورية، بقيادة سليماني، وأن استثماراتها تذهب سدى في محاولات التمركز في سورية.
  • إسرائيل متفوقة استخباراتياً وجوياً وفي مجالات أُخرى أيضاً، ونتيجة ذلك لم ينجح سليماني في التمركز في سورية، وهدر عشرات وربما مئات الملايين بلا جدوى. لكن في هذه الأثناء يسمحون له بمواصلة عملياته ومغامراته التي تهدف إلى منح إيران وأنصار التيار الشيعي الهيمنة على الشرق الأوسط.
  • لقد سبق أن قلصت إيران جزءاً من أموال حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني و"حماس" - لكن الجدل مستمر، وتحاول إسرائيل أن توضح لجميع المعسكرات في إيران ما هي الحقيقة. ترغب إسرائيل في أن يعرف الإيرانيون أن جهود سليماني التي أحبطتها إسرائيل في السنوات الأخيرة كلفتها أموالاً طائلة هي بحاجة إليها من أجل تحقيق رفاهية سكانها. لذلك قرروا في إسرائيل "كسر الغموض" كي يعرف الناس في إيران أخيراً لماذا يعود، أحياناً، مسؤولون كبار من الحرس الثوري من سورية في النعوش.
 

المزيد ضمن العدد 3006