أيزنكوت: إسرائيل ضربت آلاف الأهداف التابعة لإيران وحلفائها في الجبهة الشمالية من دون أن تعلن ذلك وستعمل ضد لبنان إذا تموضعت إيران عسكرياً في أراضيه
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته الجنرال غادي أيزنكوت أن إسرائيل ضربت آلاف الأهداف التابعة لإيران وحلفائها في الجبهة الشمالية من دون أن تعلن ذلك.

وجاء تأكيد أيزنكوت هذا في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ونشرتها أول أمس (الجمعة) تحت عنوان "الرجل الذي أهان قاسم سليماني" [قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني].

وأشار أيزنكوت أيضاً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم لهذا الغرض 2000 قنبلة في السنة الفائتة وحدها، وإلى أن إسرائيل هاجمت الشهر الفائت موقعاً استخباراتياً لحزب الله بالقرب من منطقة الحدود مع سورية في هضبة الجولان.

وأضاف رئيس هيئة الأركان العامة أن إيران أنفقت نحو 16 مليار دولار خلال 7 سنوات لإقامة جيش من الميليشيات الحليفة لها في سورية، لكنها مُنيت بالفشل جرّاء الهجمات الجوية الإسرائيلية المستمرة. وقال إن الاستراتيجيا العسكرية الإسرائيلية في الوقت الحالي هي التركيز على محاربة إيران وليس حركة "حماس" في قطاع غزة، وأوضح أن إسرائيل ركزت في البداية على استهداف شحنات أسلحة كانت إيران تقوم بإرسالها إلى حزب الله في لبنان قبل أن تُحوّل طهران استراتيجيتها إلى داخل سورية حيث قامت بإنشاء قواعد استخباراتية وقاعدة جوية داخل كل قاعدة جوية سورية، كما أحضرت عدداً كبيراً من المدنيين من أجل تدريبهم على عقيدتها العسكرية.

وأشار أيزنكوت إلى أنه بحلول سنة 2016 نجح الجنرال قاسم سليماني في نشر 3000 من رجاله في سورية، بالإضافة إلى 8000 مقاتل من حزب الله، و11 ألف مقاتل شيعي أجنبي، وإلى أن حجم المبالغ التي أنفقتها إيران لتحقيق تلك الأهداف يُقدّر بنحو 16 مليار دولار في فترة 7 سنوات.

وحذّر الجنرال أيزنكوت في مقابلات أُخرى لقنوات التلفزة الإسرائيلية، من أن الجيش الإسرائيلي سيعمل ضد لبنان أيضاً إذا تموضعت إيران عسكرياً في أراضيه.

ولمّح أيزنكوت، في سياق المقابلة مع قناة التلفزة "كان" [تابعة لهيئة البث الجديدة]، إلى أن إسرائيل تعمل سراً في لبنان قائلاً "نحن لا نهاجم في لبنان بصورة جلية، لكننا نعمل هناك في العديد من المجالات وبطرق سرية عديدة تساهم في أمن إسرائيل من دون التسبب بتصعيد".

وتطرّق أيزنكوت إلى النقد المُوجّه إلى الجيش الإسرائيلي، والذي يتهمه بعدم استخدام يد حديدية في الجبهة الجنوبية وفي أراضي الضفة الغربية، فقال إن مشكلة غزة ليست عسكرية فقط بل أكثر تعقيداً وتتطلب توجهاً متعدد الجوانب. وأكد أن كل من يقول إن مزيداً من القوة والحواجز العسكرية والغارات سيضع حداً للإرهاب في المناطق [المحتلة] لا يعرف ما يقوله. كما أكد ضرورة محاربة الإرهاب اليهودي كأي إرهاب آخر. وادّعى أن من يقف وراء الإرهاب اليهودي أقلية صغيرة تتحدى الجيش ودولة إسرائيل. وأوضح أن المهمة الأولى لقوات الجيش في الضفة هي توفير الأمن وإحباط العمليات الإرهابية. وأعرب عن أسفه لعدم صدور ردات فعل حازمة عن القيادة السياسية والأجهزة المسؤولة عن تطبيق القانون حيال العنف المُمارَس ضد قوات الأمن خلال إخلاء بؤر استيطانية عشوائية.

وفي سياق المقابلة مع قناة التلفزة "حداشوت" [القناة الثانية سابقاً] قال أيزنكوت إن حزب الله خطط لاستخدام شبكة الأنفاق الهجومية الخاصة به لتنفيذ توغل مفاجئ في الأراضي الإسرائيلية من شأنه أن يُخلّ بتوازن إسرائيل ويتسبّب بهزّة في المجتمع الإسرائيلي. وأضاف أن حزب الله بنى ما اعتقد أنها خطة رائعة، مع عدة أنفاق تدخل إلى إسرائيل تحت الحدود من منطقة المطلة وصولاً إلى البحر، وكان ينوي إطلاق هجوم يبدأ بهجوم مفاجئ من تحت الأرض عبر إرسال 1000 حتى 1500 مقاتل، ولتغطية التوغل تم التخطيط لقصف مدفعي مكثف لقواعد الجيش الإسرائيلي، وكان الهدف السيطرة على قطعة من الأرض الإسرائيلية والاحتفاظ بها عدة أسابيع لإظهار الهشاشة الإسرائيلية.

وأكد أيزنكوت أن مشروع أنفاق حزب الله انتهى بفضل عملية "درع شمالي" التي قام بها الجيش الإسرائيلي يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر الفائت وأعلن أن هدفها هو اكتشاف هذه الأنفاق وتدميرها، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن هدف الحزب الرامي إلى الاستيلاء على أجزاء من الجليل لم ينته بعد.

من ناحية أُخرى دافع أيزنكوت عن رئيس هيئة الأركان السابق الجنرال احتياط بني غانتس الذي يواجه انتقادات بسبب أدائه في أثناء عملية "الجرف الصامد" العسكرية في قطاع غزة في صيف 2014، منذ إعلانه الشهر الفائت نيته خوض الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري يوم 9 نيسان/أبريل المقبل.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت الانتقادات ضد غانتس ذات دوافع سياسية، قال أيزنكوت إنه كان نائبه خلال عملية "الجرف الصامد" وقيادته كانت ممتازة وكان حاضراً دائماً في كل ثانية، وقضى وقتاً كبيراً مع القوات في الميدان وكان في المقدمة.

ودافع أيزنكوت أيضاً عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقال إن قراراته الأمنية كانت بعيدة عن اعتباراته السياسية.

وانتقد أيزنكوت بشدة الجندي الإسرائيلي إليئور أزاريا الذي دِين بقتل مُنفذ هجوم فلسطيني عاجز عن الحركة في الخليل في آذار/مارس 2016، وتم اعتقاله بعد ذلك ومحاكمته، وقال إن أزاريا ليس بطلاً بل عكس ذلك تماماً.

 

المزيد ضمن العدد 3006