الوضع في منطقة الحدود مع قطاع غزة ما يزال هشّاً وقابلاً للانفجار في أي لحظة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • ربما يكون رئيس هيئة الأركان العامة المنتهية ولايته الجنرال غادي أيزنكوت استند إلى أحوال الطقس العاصفة عندما وعد رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة أمس (الثلاثاء) بأن احتمال شن عملية عسكرية جديدة في القطاع خلال الأسابيع المقبلة متوسط. فباستثناء أحوال الطقس، التي قد تحول دون شنّ عملية كهذه، لا توجد أي إشارات قوية إلى أن حركة "حماس" تخلّت عن خيار التصعيد في مقابل إسرائيل.
  • وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار قرار إسرائيل القاضي بتأخير تحويل الأموال من قطر إلى القطاع [على خلفية أحداث التصعيد الأخيرة التي شهدتها منطقة الحدود مع القطاع] فإن ذلك من شأنه أن يشكل حافزاً آخر لممارسة الضغط من طرف "حماس" على سكان هذه المستوطنات كي يمارسوا بدورهم ضغطاً على الحكومة الإسرائيلية من أجل الإسراع في تحويل الأموال.
  • ووفقاً لما أكدته مصادر من "حماس" مؤخراً، قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بنقل رسالة إلى قادة الحركة عبر مصر يحذرهم فيها من مغبة الإقدام على أي تصعيد خلال فترة الانتخابات، نظراً إلى كون تلك الفترة حسّاسة للغاية، وشدّد على أن أي استفزاز من جانبهم سيواجَه بردّة فعل قاسية. غير أنه بالنسبة إلى "حماس" تعتبر فترة الانتخابات الفترة الأنسب لممارسة الضغط على إسرائيل من أجل ابتزازها بسهولة.
  • ولا بُدّ من القول إن جميع الأسباب التي أدّت إلى انفجار الاحتجاجات الأسبوعية في منطقة الحدود مع قطاع غزة ["مسيرات العودة"] منذ يوم 30 آذار/مارس الفائت، ما تزال قائمة بل وتفاقمت. كما أن هذه الاحتجاجات تسببت بتسريع وتيرة الهجرة من القطاع عبر معبر رفح المصري، فضلاً عن تسببها بإصابة أكثر من 13.000 شخص بجروح في ظل عدم قدرة المستشفيات في القطاع على توفير العلاج المطلوب لهم.
  • يُضاف إلى كل ما تقدّم أن الخلاف القائم بين حركتي فتح و"حماس" بالنسبة إلى مستقبل القطاع تفاقم أكثر فأكثر. وفقط في الأيام القليلة الفائتة اتخذ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدة قرارات أخرى تؤدي إلى الانفصال بصورة مطلقة عن القطاع، بما في ذلك التخلّي عن كل الالتزامات المالية حياله. كما قام عباس بحلّ المجلس التشريعي الفلسطيني ومحا أي مظهر من مظاهر الشراكة مع "حماس"، التي وصف عناصرها عبر خطاب علني بأنهم خونة وجواسيس وأبناء الشيطان. ومن ناحية عملية ألغى عباس جميع اتفاقيات المصالحة الموقعة بين فتح و"حماس" طوال السنوات الفائتة.
  • وقد شاهدنا جواب "حماس" الفوري على هذه الإجراءات في منطقة الحدود مع القطاع في نهاية الأسبوع الفائت الذي شهد إطلاق قذيفة صاروخية في اتجاه مدينة أشكلون، وإطلاق عبوة ناسفة مربوطة ببالونات من القطاع في اتجاهالأراضي الإسرائيلية، ومشاركة 10.000 فلسطيني في تظاهرات يوم الجمعة وقيام مجموعات منهم بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والقنابل اليدوية في اتجاه السياج الأمني الحدودي بالإضافة إلى القيام بعدة محاولات لاختراق السياج. وإن دلّ هذا على شيئ فهو يدل على أن الوضع في منطقة الحدود مع القطاع ما يزال هشّاً وقابلاً للانفجار في أي لحظة، بخلاف ما يتوقعه أيزنكوت.
 

المزيد ضمن العدد 3003