الإسراع في الحل السياسي في سورية يمكن أن يعجل في مغادرة القوات الإيرانية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بينما يجد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صعوبة في إيجاد قليل من الوقت في جدول أعمال الرئيس الروسي، التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فلاديمير بوتين 3 مرات هذا الشهر. والاجتماع الأخير بينهما جرى يوم الاثنين الماضي، عندما دشن الاثنان الانتهاء من مرحلة بناء أنبوب غاز تحت البحر الأسود، سيربط بين روسيا وتركيا، ويزيد من الاستيراد التركي للغاز الروسي بأكثر من 50%.
  • هذه العلاقة الاستراتيجية لا تعتمد فقط على تصدير الغاز. إذ تتفق الدولتان في رؤيتهما لحل الأزمة في سورية، وتتشاركان مع إيران في إدارة مجالات الأمن في هذه الدولة، وللدولتين خلافات عميقة مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، ومكانة إيران في سورية. الموقف العلني لروسيا حدده علناً وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في آب/أغسطس الماضي، عندما صرّح أنه بعد الانتصار على تنظيم داعش، يجب على جميع القوات الأجنبية التي لم يدعها نظام الأسد الانسحاب من سورية. إيران وروسيا دولتان جرت "دعوتهما"، لكن الولايات المتحدة وتركيا لا تتمتعان بهذا الوضع. وبينما تطالب روسيا بخروج القوات الأميركية، فهي تبدي مرونة كبيرة حيال وجود القوات التركية، على الرغم من أنها احتلت جزءاً من الجيوب الكردية في غرب سورية، وبذلك اقتلعت جزءاً من أجزاء سورية.
  • في مقابل الموقف الروسي لا تملك الولايات المتحدة بديلاً يمكن أن يكون حلاً ملائماً للحرب في سورية أو للوجود الإيراني هناك. وبحسب الموفد الأميركي الجديد في الموضوع السوري جيمس جيفري، الولايات المتحدة "تفهم المصالح الروسية في سورية" التي تشمل قواعد عسكرية ووجود حكومة صديقة. لكن في كل ما له علاقة بالقوات الإيرانية، فإن القصة أكثر تعقيداً. وفي نيسان/أبريل صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يريد إعادة القوات الأميركية العاملة في سورية إلى الوطن بعد الانتصار على داعش. ولم يعد ترامب يطالب بطرد الأسد من السلطة، لكنه يطلب منه أن يأمر القوات الإيرانية بمغادرة سورية.
  • منذ ذلك الحين، تغيرت السياسة الأميركية عندما صرح مستشار الأمن القومي جون بولتون في أيلول/سبتمبر: "لا ننوي الخروج من سورية ما دامت القوات الإيرانية تنشط خارج إيران". وإذا كانت الإدارة الأميركية حتى نيسان/أبريل استخدمت الحرب ضد الإرهاب كذريعة مركزية لشرعنة التدخل العسكري الأميركي في سورية، فهي تتحدث اليوم عن الحاجة إلى استقرار وحل سياسي، وعن خروج القوات الإيرانية كشرط لخروج القوات الأميركية.
  • ليس واضحاً ما إذا كان الكونغرس الأميركي سيقبل تحليلات ترامب بأن استقرار سورية هو جزء لا يتجزأ من الحرب ضد الإرهاب، لكنه في هذه الأثناء يحظى حتى الآن بتأييد سياسي لمواصلة التدخل العسكري.
  • هل هناك احتمال لدخول القوات الأميركية في مواجهة مع القوات الإيرانية من أجل إرغامها على الانسحاب من سورية؟ أجاب جيفري أن خروج إيران سيجري بوسائل سياسية وبضغط دبلوماسي، وحتى نتنياهو قال هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة وحدها لا تستطيع إخراج هذه القوات من سورية. وفي ضوء الضغط الروسي على إسرائيل وتجميد التعاون العسكري، ثمة شك في أن يكون في استطاعة إسرائيل أيضاً العمل حالياً على تسريع خروج القوات الإيرانية بالوسائل العسكرية.
  • بدلاً من عملية عسكرية تأمل الإدارة الأميركية بأن تؤدي العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران إلى إجبارها على تقليص نفقاتها العسكرية وربما أيضاً إلى سحب جزء من قواتها من سورية. لكن إذا كان هناك هدف استراتيجي ترغب إيران في المحافظة عليه فهو وجودها في سورية ونفوذها في لبنان من خلال حزب الله. الإمكانية الثانية للضغط موجودة في الكرملين الذي يستطيع وحده أن يطلب من الأسد إلغاء دعوة الإيرانيين، لكن الكرملين ليس متحمساً حالياً للضغط على إيران التي تستخدمها روسيا كورقة مقايضة في مواجهة الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك ليس أكيداً أن إيران ستستجيب إلى طلب من روسيا، هذا إن جاء.
 

المزيد ضمن العدد 2976