نتنياهو استعد، ترامب من المحتمل أن يخسر الانتخابات النصفية اليوم
تاريخ المقال
المصدر
يديعوت أحرونوت
–
الموقع الإلكتروني
- بعد بضعة أيام سيزداد الحديث في البلد عن خسارة إسرائيل تأييد الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، وعن الحاجة الماسة إلى بناء جسور مع الجمهور التقدمي ومع الجاليات اللاتينية ومع السود. وبعد ذلك بوقت قليل سينزلق الحديث إلى نقاش بين اليسار واليمين. اليسار سيدعي أن الحكومة دمرت علاقتنا بأميركا وقد حان وقت دفع الثمن. وسيدعي اليمين أن العلاقات لم تكن يوماً أفضل مما هي عليه اليوم، وأن اليسار يخيف الجمهور بمخاوف زائفة.
- وهكذا، سيستوفى النقاش بشأن علاقة إسرائيل بأهم وأكبر دولة صديقة لها في العالم. نقاش ستنعكس نتائجه على حياة كل إسرائيلي، وربما لأجيال قادمة. نقاش من المهم أن يجري بصورة موضوعية من دون محاولة أن يربح فريق نقاط سياسية على حساب الآخر. الحدث الذي سيشغلنا في الأيام المقبلة هو الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي التي ستبدأ الحملة الرئاسية لسنة 2020 فور إعلان نتائجها.
- ما الذي يجب أن يتذكره 8 ملايين نسمة هم سكان دولة صغيرة [إسرائيل] في الشرق الأوسط يتمتعون بشبكة علاقات استثنائية بإدارة ترامب، عشية الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة؟ ما الذي يجب أن يأخذوه في حسابهم في اليوم التالي. وما هي الاستنتاجات التي يجب عليهم استخلاصها؟
- يجب فهم ما هي الانتخابات النصفية. هذه الانتخابات لا علاقة لها بإسرائيل ولا بالاعتراف بالقدس كعاصمة للدولة اليهودية، ولا بانتقال السفارة. فالذي يشغل الاهتمام الأميركي هو قافلة المهاجرين التي تسير في طريقها إلى الحدود المكسيكية-الأميركية. الموضوعات التي لها علاقة بإسرائيل هي في أحسن الأحوال أشبه بعربة صغيرة في قطار طويل ومكتظ بالموضوعات البعيدة جداً عن حسابات الناخبين.
جمهور المقترعين في الانتخابات النصفية مختلف جداً عنه في الانتخابات العامة، عدد أقل (عموماً تتراوح النسبة بين 35% وحتى 40%)، وبالغون أكثر، وبيض أكثر. وعلى الدوام تقريباً يخسر حزب الرئيس في الانتخابات النصفية (40 مرة من مجموع 43 معركة انتخابية منذ سنة 1842). وفي المعدل يخسر الرئيس 32 مقعداً في مجلس النواب ومقعدين في مجلس الشيوخ. لقد عانى باراك أوباما جرّاء هذه الدوامة عندما خسر في الانتخابات النصفية في سنة 2010، وفاز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية بعد عامين من ذلك.
- ماذا نستنتج؟ على الرغم من الطاقة المبذولة ( نسبة اقتراع مبكر، نسبة مشاركة متوقعة عالية، تبرعات للحملات الانتخابية أكبر بكثير من العادة)، وعلى الرغم من دور ترامب في الانتخابات، فإن احتلال الديمقراطيين لمجلس النواب سيكون هو القاعدة وليس الدراما.
- ماذا يجب أن نتذكر؟ الرئيس الذي يخسر في أحد المجلسين أو في الاثنين معاً لن يكون في إمكانه الدفع قدماً بخطوات بعيدة الأمد في السياسة الداخلية، مثل إصلاحات في مجال الصحة والضرائب، وبصورة طبيعية يتوجه إلى المجالات التي يتمتع فيها الرئيس بقدرة قصوى على المناورة، أي السياسة الخارجية.
- نظرة سريعة إلى هذه الساحة تكشف أن التقدم إزاء كوريا الشمالية بطيء وثماره العلنية جرى حصادها؛ اتفاق التجارة الحرة نافتا تم إنجازه؛ إيران لا تزال على مسار تصعيدي، ولا تبدو في الأفق مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد. هناك موضوعان يكثر الرئيس من الحديث بشأنهما يبدو أنهما سيحظيان باهتمام أكبر بعد الانتخابات النصفية، وهما الحرب التجارية في مواجهة الصين، والكأس المقدسة لكل رئيس أميركي خلال الخمسين عاماً الأخيرة، إنهاء النزاع الإسرائيلي- العربي. لذلك من الأفضل أن يستعدوا في القدس لأن يركز ترامب على "صفقة القرن" ، انطلاقاً من الإدراك أنه حتى من دون حدوث تقدم جوهري على الأرض، فإن تصريحات الرئيس وأفعاله يمكن أن تخلقا واقعاً على الأرض، للأفضل أو للأسوأ.
- الاستنتاج الثاني هو أن الانتخابات النصفية هي تذكير بأن رقّاص الساعة السياسية يتحرك طوال الوقت، وعاجلاً أم آجلاً سيستعيد الديمقراطيون السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب وعلى البيت الأبيض. في السنوات الأخيرة تدهورت مكانة إسرائيل وسط الجمهور الديمقراطي، لكنها لا تزال تحظى بالتأييد وسط ناخبين ومتبرعين ومشرعين ديمقراطيين.
- في جولة الانتخابات القريبة سينتخب في الكونغرس عدد كبير من مشرعين ديمقراطيين معتدلين مؤيدين أو منفتحين على تأييد تحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل. مع ذلك يجب ألاّ ننسى أن الجيل الجديد من الشباب الديمقراطيين لا يشبه كثيراً جيل أصدقاء إسرائيل من نوع جون بايدن ونانسي بيلوسي، وهو أقرب إيديولوجياً من بيرني ساندرز. وبعضهم معاد لإسرائيل بصورة جوهرية، مثلاً الكسندريا أوكاشيو كورتيز (28 عاماً) من نيويورك، وإيلان عومر(من مواليد 1981 في مقاديشو في الصومال) من مينوسيتا، وليزلي كوكبروان من فيرجينيا وغيرهم.
- سيطرة ديموقراطية في المستقبل ستخلق واقعاً بالنسبة إلى إسرائيل إذا لم تستعد له بصورة ملائمة يمكن أن يبدو كصدمة ويولد حنيناً قوياً لإدارة أوباما. لذا من المهم جداً المحافظة على شبكة علاقات بمن يدور في دائرة بايدن وبيلوسي أيضاً في عهد ترامب. وما لا يقل أهمية هو إيجاد السبل للتحاور مع الجمهور الديمقراطي الذي كان مستاء من التقارب بين حكومة إسرائيل وإدارة ترامب. يجب أن نفعل هذا كله بهدف تعزيز التأييد لإسرائيل من قبل الحزبين ومنع إسرائيل من الدخول في خلاف سيء ومدمر في الانتخابات الرئاسية المقبلة. من المهم جداً أن نتذكر أن قوة إسرائيل ناجمة عن حسن علاقاتها بالدولة العظمى والأقوى في العالم.