لحظة قبل الانفجار
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- بينما كان رئيس الحكومة يتحذلق في مقابلة أجرتها معه شبكة الـCNN قائلاً "ماذا نقصد عندما نقول دولة"، قُتل سبعة فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في تظاهرات وقعت بالقرب من السياج، بينهم ناصر عزمي مصبح ابن الاثني عشر عاماً ونايف الحوم ابن الأربعة عشر. هذا ما ذكره تقرير وزارة الصحة في غزة.
- "تبين لي أنك إذا استخدمت مواصفات للدولة لن تصل بعيداً، لأن أشخاصاً مختلفين يقصدون أموراً مختلفة عندما يتحدثون عن "دولة". وبدلاً من الحديث عن مواصفات، أفضّل الحديث عن الجوهر"، ردّ نتنياهو عندما سُئل إذا كان مستعداً للإعراب مجدداً عن التزامه بإقامة دولة فلسطينية.
- لكن بالنسبة إلى حياة الغزاويين، لا فارق فعلاً إذا كان نتنياهو يفضل الكلام عن مواصفات أو جوهر. 57% من سكان القطاع عاطلون عن العمل، تتراوح أعمارهم، في أغلبيتهم، بين 18 و 30 عاماً، وهم يقيمون مؤخراً بخيَم نصبتها "حماس" في بداية مسيرات العودة، على الأقل يوجد هناك تلفزيون وإنترنت.
- لقد جددت "حماس" التظاهرات. وهي تواصل تدريب قواتها المقاتلة، ومؤخراً أجرت تدريباً للجبهة الخلفية لسكان القطاع، في حال وقوع حرب مع إسرائيل. وكما في أسطوانة مشروخة، أيضاً الجيش الإسرائيلي هاجم.
- التصعيد في غزة كان متوقعاً والمواجهة العسكرية هناك هي مسألة وقت فقط، وفقاً لتقدير مسؤولين كبار في الجيش. وبحسب الجيش، هناك سببان لذلك: عدم التقدم في المصالحة بين السلطة الفلسطينية و"حماس"، وعدم وجود بديل من المساعدة التي تقدمها وكالة الأونروا للاجئين الفلسطينيين، والتي ستتوقف قريباً عن تقديم المساعدة الإنسانية بعد التقليص الأميركي.
- نحو نصف سكان غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تقدمها لهم الأونروا. وتدير الوكالة جهازاً للتعليم يتعلم فيه 300 ألف تلميذ ويعمل فيه نحو 18 ألف أستاذ وموظف. في تشرين الأول/أكتوبر، سينتهي تمويل ذلك (بحسب يانيف كوفوفيتس "هآرتس"، 28/9). بعد القرار الأميركي سيضيف الاتحاد الأوروبي 40 مليوناً على تمويل الأونروا. هل حكومة إسرائيل يهمها ما سيجري لمئات آلاف الغزاويين الذين يحتاجون إلى المواد الغذائية التي تقدمها لهم الأونروا؟ ماذا سيفعل الـ300 ألف تلميذ الذين سيتوقفون عن الدراسة بسبب النقص في التمويل؟ وماذا سيفعل الجيش الإسرائيلي عندما سيحاول سكان غزة، في حال حدوث انهيار إنساني، البحث عن مخرج في إسرائيل؟ هل سيطلقون عليهم النيران الحية؟
- تكتفي السياسة الإسرائيلية بالردع. لكن بماذا يمكن أن نهدد الغزاويين بعد، كي نحقق هذا الردع؟ بعد 11 عاماً من الحصار، من دون تأمين كهرباء ومياه بالشكل المطلوب، ومن دون مصادر دخل، ومن دون وقود، وفي أكبر سجن في العالم، وقريباً من دون مساعدة إنسانية، لم يبقَ للغزاويين شيئ يخسرونه. إذا كان نتنياهو يريد الحديث عن جوهر الأمور، ليس هناك مكان مناسب أكثر من غزة لفتح نقاش. غزة بحاجة إلى رد سياسي فوري.