مصادقة قضاة المحكمة الإسرائيلية العليا على هدم خان الأحمر تحولهم إلى شركاء في اقتراف جريمة حرب
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • عندما صادق قضاة المحكمة الإسرائيلية العليا أمس (الأربعاء) على هدم قرية خان الأحمر البدوية [في الضفة الغربية] حاولوا إسباغ حجة قانونية على جريمة حرب أجازوا اقترافها. لكن جريمة الحرب تبقى جريمة، فضلاً عن أن عملية النقل القسرية لسكان محميين في منطقة محتلة تعتبر خرقاً خطراً للقانون الدولي.
  • ولدى محاولة قضاة المحكمة العليا تبرير جريمة الحرب هذه لأنفسهم وللعالم، اختلقوا في قرارهم عالماً خيالياً، توجد فيه سلطة تخطيط وبناء تحرص على الفلسطينيين، أو على الأقل تأخذ حاجاتهم في الاعتبار.
  • من المؤسف أن هؤلاء القضاة لم يكلفوا أنفسهم عناء السفر إلى قرية خان الأحمر، التي تبعد مسافة قصيرة عن مقر المحكمة العليا، كي يروا بأم عينهم كيف يعيش سكانها في أراض تمتلك إسرائيل كل صلاحيات التخطيط والبناء فيها، وكي يروا كيف يعيش المستوطنون اليهود في المقابل.
  • لو أنهم قاموا بمثل هذا الأمر لكانوا شاهدوا الواقع على حقيقته، وشاهدوا مَن لديه مياه و مَن ليس لديه، ومَن لديه شوارع معبّدة ومَن ليس لديه، ومَن لديه كهرباء ومَن ليس لديه، ومَن لديه صرف صحي ومَن ليس لديه، ومَن في إمكانه البناء والسيطرة على الأرض ومَن ليس في إمكانه الحصول على تصاريح بناء أبداً.
  • ويمكن القول إنه بعد مرور 51 سنة على الاحتلال يحتاج المرء إلى قدر كبير من الخيال المتطور وبلادة الحس والعمى الأخلاقي كي لا يرى هذه الحقائق. وها هم قضاة المحكمة العليا قد نجحوا في إصدار قرار يصوّر الواقع على أنه ورديّ، في حين أن هذا الواقع أشد قتامة من السواد نفسه أخلاقياً وقانونياً.
  • إن قرار المحكمة العليا، الذي يجيز هدم قرية خان الأحمر، يثبت لمن لا يزال لديه أدنى شك، أن الواقع تحت الاحتلال لا يمكنه البحث عن العدالة في محكمة المحتل. كما يشير إلى أنه في حال هدم القرية، فإن الجالسين في المحكمة الإسرائيلية العليا هم شركاء في هذه الجريمة، التي تُعدّ جريمة حرب بكل المقاييس.
 

المزيد ضمن العدد 2925