من أجل المحافظة على وقف إطلاق النار يتوقع الفلسطينيون ما هو أكثر من تخفيف الحصار
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•أحداث اليوم الأخير في قطاع غزة تتيح المجال أمام قليل من التفاؤل الحذر لدى المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية. منذ دخول وقف إطلاق النار في حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة - السبت، أُطلق بالون حارق واحد من القطاع تسبب بحريق كبير في كيبوتس ناحل عوز، لكن هذا يُعتبر انخفاضاً كبيراً مقارنة بـ 10 و20 حريقاً كمعدل يومي في الشهرين الأخيرين.

•لم توقّع إسرائيل أي اتفاق مع "حماس". لكن في ملخص التفاهمات غير الرسمية التي نقلتها الاستخبارات المصرية إلى رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، جاء هذه المرة بصورة واضحة أن "حماس" ستحرص على وقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة. كما تعهدت مصر أيضاً بالحرص على ذلك، وهذان تغييران بارزان مقارنة بوقف إطلاق النار السابق الذي انهار في نهاية الأسبوع ما قبل الأخير.

•في إسرائيل يعزون التغيير إلى قوة الهجمات التي قام بها سلاح الجو في القطاع يوم الجمعة، والتي ترافقت مع تهديد علني من وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، بشن حرب. ولقد بلّغت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن "حماس" هي التي تراجعت أولاًـ وأنها نقلت بواسطة قنوات وساطة رسائل ناشدت فيها وقف إطلاق النار. 

•يتجاهل هذا الوصف لتسلسل الأحداث حقيقة أن "حماس" طلبت وقف إطلاق النار بعد أن نفذت ما تريده، قتلت الضابط أفيف ليفي في هجوم قناص، انتقاماً لمقتل ناشط في ذراعها العسكرية في حادثة أُخرى بالقرب من السياج قبل يوم من ذلك. 

•لا يأخذ التفاؤل النسبي في حسابه التشدد الذي أظهرته مصر في الماضي، بشأن الالتزام بالوعود التي قطعتها في إطار وساطتها بين طرفي المواجهة. ومع أن "حماس" تظهر حالياً قدرتها على لجم مطلقي الطائرات الورقية الحارقة، فإنه لا يمكن تجاهل متغيرات أُخرى في معادلة القوى في القطاع. إن الفصائل الفلسطينية الصغيرة التي تسمى "مارقة" قادرة على إشعال تصعيد من جديد، كما في استطاعة حركة الجهاد الإسلامي التي تمولها إيران إعادة خلط الأوراق إذا بادرت إلى القيام بعملية خاصة بها.

•إذا استمر الهدوء، ستضطر إسرائيل و"حماس" إلى تخطي العقبة المقبلة الأكبر. إذ تتوقع "حماس" التخفيف من شدة الحصار المفروض على القطاع في مقابل وقف إطلاق النار. ويقترح الجيش الإسرائيلي على الحكومة تقديم تسهيلات واسعة النطاق. ليبرمان الذي زار اليوم (الأحد) معبر كرم أبو سالم تعهد بفتح المعبر من جديد أمام حركة منتظمة للبضائع يوم الجمعة إذا استمر الهدوء.

•لكن الفلسطينيين يأملون بأكثر من ذلك، مثل البدء بمعالجة جذرية لمشكلات البنى التحتية في القطاع، التي ستترافق مع موافقة على مشاريع اقتصادية جديدة، وخروج العمال للعمل في سيناء وحتى في إسرائيل. وإسرائيل غير مستعدة للبحث في هذه الخطوات ما دامت مشكلة الأسرى والمفقودين في القطاع لم تـُحل.

•هناك نقطتان محتملتان للخروج من الجمود ولقد طُرحتا مجدداً في الأيام الأخيرة. الأولى تتعلق بالانطلاق بتنفيذ الخطة الأميركية لإعادة إعمار القطاع، ولقد كشف ممثلا ترامب تفاصيل عنها في مقالات نشرتها صحف أميركية. والنقطة الثانية، تستند إلى خلق منعطف محتمل في المفاوضات الطويلة للمصالحة بين "حماس" والسلطة الفلسطينية. 

 

•إن عملية واسعة تضم هذين المكونين يمكنها إبعاد خطر الحرب. حتى الآن يبدو أن أحداً من الأطراف المعنية (إسرائيل، "حماس"، والسلطة) غير مستعد للقيام بالخطوة التالية والضرورية من أجل تسريع عملية إعادة الإعمار.  

 

 

المزيد ضمن العدد 2895