قضية غونين سيغف: لا يجوز الاستهتار بنشاط الاستخبارات الإيرانية ضد إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•تُعتبر قضية الوزير السابق غونين سيغف [المتهم بالتجسس لمصلحة إيران] حلقة مثيرة في سلسلة النجاحات المحدودة التي حققها جهاز الاستخبارات الإيراني في نشاطاته ضد إسرائيل على مدار ربع القرن المنصرم.

•منذ عشرات السنوات تحاول أجهزة الاستخبارات في الدول العربية والمنظمات الفلسطينية وحزب الله وإيران اختراق قلب المجتمع الإسرائيلي، بغية فهم هذا المجتمع وخلفيته وثقافته وتاريخه والفوارق بين شتى ألوان الطيف السياسي فيه، لكنها لا تنجح في ذلك كثيراً. ولو أنها نجحت في ذلك لكان في إمكانها تحقيق إنجازات ملموسة، ولا سيما في كل ما يتعلق بتنفيذ اعتداءات إرهابية نوعية، وجمع معلومات استخباراتية، واختراق منظومات سريّة. وبسبب هذا الفشل تكتفي أجهزة الاستخبارات هذه بتجنيد أشخاص على هامش هذا المجتمع، أو بتجنيد أشخاص من العرب في إسرائيل لا يمتلكون معلومات مهمة على الصعيد الاستخباراتي. وبناء على ذلك يمكن القول إنه من خلال تجنيد سيغف، الطبيب وعضو الكنيست والوزير السابق ورجل الأعمال الحالي، نجح جهاز الاستخبارات الإيراني في اختراق سقفه الزجاجي.

•وتعدّ إسرائيل غاية مهمة جداً في رأس قائمة المعلومات الاستخباراتية الحيوية التي تسعى إيران للحصول عليها. وتركز إيران جهودها الاستخباراتية وعملياتها الخاصة المتعلقة بإسرائيل على ثلاثة مجالات: التجسس، والإرهاب، والحرب السيبرانية. 

•في مجال التجسس تقوم إيران بجمع معلومات تتعلق بأهداف عسكرية واستراتيجية في إسرائيل، كي تكون أهدافاً لهجمات صواريخها وصواريخ حزب الله في حال اندلاع حرب. وثمة هدف آخر لهذه المعلومات هو بلورة قائمة أهداف لعمليات إرهابية. بالإضافة إلى ذلك يقوم ضباط التجسس الإيرانيون بجمع معلومات استخباراتية بشأن أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج، مثل سفارات ودبلوماسيين إسرائيليين وكُنُس يهودية، يمكن أن تكون أهدافاً لعمليات مسلحة، عند صدور الأوامر بتنفيذ عمليات كهذه في المستقبل.

•إن محاولة تقزيم عملية تجنيد سيغف من طرف الاستخبارات الإيرانية وإظهارها بأنها تعكس جشعه المالي فقط، والادعاء أن قدرته على الوصول إلى معلومات أمنية حساسة محدودة، لا يمكنهما التعمية على الصورة الأوسع المرتسمة من هذه العملية، والتي تفيد بأن الاستخبارات الإيرانية عملت وتعمل من دون كلل ضد إسرائيل، ولا يجوز الاستهتار بذلك. 

•ولا شك في أن جهاز الأمن العام ["الشاباك"] لا يستهتر بخصمه الإيراني المرير والذكي. وتشهد على ذلك حقيقة قيام هذا الجهاز خلال السنوات الأخيرة بتوسيع نطاق نشاط الوحدة التي تقوم بتعقب الاستخبارات الإيرانية وجهاز الاستخبارات لدى حزب الله، وتعمل في إطار قسم مكافحة التجسس والأجانب (القسم اليهودي).

 

 

المزيد ضمن العدد 2872